للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن خلكان (١): ومولده في اليوم الثامن والعشرين من شعبان، سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة بمدينة حران، وتوفى بها في "حادي عشر من صفر سنة إحدى وعشرين وستمائة". وقال السبط (٢): مات في خامس صفر من هذه السنة. وذكره أبويوسف محاسن بن سلامة الحرانى في "تاريخ حران" وأثنى عليه، ثم قال: توفى يوم الخميس بعد العصر عاشر صفر، سنة اثنتين وعشرين وستمائة. وذكره أبو البركات بن المستوفى في "تاريخ إربل" فقال: ورد إربل حاجاً في سنة أربع وستمائة، وذكر فضله، وقال: سألته عن اسم تيمية ما معناه؟ فقال: حج أبى أو جدى، أنا أشك أيهما قال: وكانت امرأته حاملا، فلما كان بتيما رأى جُوَيرية (٣) قد خرجت من خباء، فلما رجع إلى حران وجد امرأته قد وضعَت جارية، فلما رفعوها إليه قال: ياتيميه، يا تيمية، معنى أنها تشبه التي رآها بتيما، فَسُمِّى بها، أو كلاماً هذا معناه. وتيماء: بفتح التاء المثناة من فوق وسكون الياء آخر الحروف، وفتح الميم بعدها همزة ممدودة، وهي بليدة في بادية تبوك إذا خرج [٢٢] الإنسان من خيبر إليها يكون على منتصف طريق الشام، وتيميه منسوبة إلى هذه البليدة، وكان ينبغى أن يقال: تيماوية لأن النسبة إلى تيماتيماوى، لكنه هكذا اشتهر (٤).

الوزير ابن شكر (٥) صفى الدين أبو محمد عبد الله بن على بن عبد الخالق بن شكر، ولد بالدميرة، بلدة "بين مصر والإسكندرية" سنة أربعين وخمسمائة، ومات في هذه السنة في شعبان ودفن بتربته عند مدرسته بمصر، وقد وُزر للملك العادل، وعمل أشياء في أيامه منها: تبليط جامع دمشق، وإحاطة سور المصلى عليه، وعمل الفوارة (٦) ومسجدها، وعمارة جامع المِزَّة (٧)، وقد نكب وعزل في سنة خمس عشرة وستمائة،


(١) وفيات الأعيان، ج ٤، ص ٣٨٧، ولكن ابن خلكان ذكر أن وفاته في عاشر صفر سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
(٢) يقصد "أبو المظفر سبط ابن الجوزى" ولم يرد هذا القول في "مرآة الزمان" ولكنه ورد في وفيات الأعيان، ج ٤، ص ٣٨٧ - ص ٣٨٨.
(٣) جويرية: تصغير جارية.
(٤) ورد هذا الخبر في الذيل على الروضتين، ص ١١٦؛ وفيات الأعيان، ج ٤، ص ٣٨٦ - ص ٣٨٨؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١١٧؛ شذرات الذهب، ج ٥، ص ١٠٢.
(٥) انظر: الذيل على الروضتين، ص ١٤٧، البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١١٨؛ شذرات الذهب، ج ٥، ص ١٠٠، ص ١٠٥.
(٦) الفوارة: هي البِرْكَة، أو فوارة الماء أي منبعه. لسان العرب، مادة "فور".
(٧) جامع المِزَّة: يوجد في قرية المزة، وهي قرية كبيرة في وسط بساتين دمشق، كان بينها وبين دمشق نصف فرسخ، والمزة أصبحت الآن من ضواحي دمشق.
معجم البلدان، ج ٤، ص ٥٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>