للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبقي معزولا في هذه السنة، فتوفى فيها وكان مشكور السيرة. وقال السبط (١): وكان وزيراً مهيبا عالما فاضلا له معرفة بقوانين الوزارة، وكان مالكى المذهب، محبا لمن في العلم يرغب، وصنف كتابا سماه "البصائرُ" برواية الأوائل والأواخر، وله في القاهرة مدرسة مشهورة وآثار مأثورة، ومنهم من يقول: كان ظالما. وقال: أنشدنا الحافظ السلفى لنفسه:

مهما تهاون في أمرى أمرؤ … وغدا مصارما لا أرى إلا مبجله

فإن أساء مسئ فوق طاقته … أحسنت مجتهدا حتى أخجله (٢)

وقال: أنشدنا الحافظ السلفى لابن رشيق وقد قيل له: لم لا تركب البحر للحج؟ فقال معتذرا:

البحر صعب المرام هول … لا جعلتُ حاجتي إليه

"أليس (٣) ماء وطين" … فهل ترى صبرنا عليه (٤)

ولعبد الجبار الكاتب:

لا أركب البحر خوفا … علىَّ منه المعاطب

طين أنا وهو ماءٌ … والطين في الماء ذايب (٥)

أبو إسحاق (٦) إبراهيم بن المظفر بن إبراهيم بن على، المعروف بابن البدى (٧)، الواعظ البغدادى، أخذ الفن عن شيخه ابن الجوزى، وسمع الحديث الكثير، مات في هذه السنة.

أبو الحسن (٨) على بن الحسن الرازى ثم البغدادى الواعظ، عنده فضائل وله شعر حسن، توفى في هذه السنة.


(١) لم يرد هذا القول في سبط ابن الجوزى، مرآة الزمان.
(٢) ورد هذان البيتان في الذيل على الروضتين، ص ١٤٧.
(٣) "السر ماء وطين طين" كذا في الأصل، والمثبت من الذيل على الروضتين، ص ١٤٧، لاستقامة المعنى.
(٤) ورد هذان البيتان في الذيل على الروضتين، ص ١٤٧.
(٥) ورد هذان البيتان في الذيل على الروضتين، ص ١٤٧.
(٦) البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١١٨؛ شذرات الذهب، ج ٥، ص ٩٩.
(٧) "ابن البذى" في البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١١٨.
(٨) البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>