للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر بقية الحوادث]

منها أنه كان غلاء شديد بديار مصر، وبلاد الشام، وحلب، والجزيرة، بسبب قلة المياه السماوية والأرضية (١).

وفي تاريخ بيبرس: واحتبس الغيث في هذه السنة احتباسا كثيرا جدًا، وارتفعت الأسعار، فخرج الناس إلى جبل بانقوسا (٢)، واستسقوا، فجاء مطر يسير بعد ذلك، وانحلت (٣) الأسعار قليلا (٤).

ومنها أن الملك الكامل ابتدأ (٥) بحفر البحر الذي من دار الوكالة بمصر إلى صناعة التمر الفاضلية، وعمل بنفسه فيه، واستعمل فيه (٦) الملوك والأمراء والأجناد وغيرهم، وكان هذا البحر في أوان نقصه يصير طريقا إلى الجزيرة (٧) والمقياس (٨)، فبَعُد البحر عن مصر، وخشي السلطان بعده وارتدامه بالرمال، فحفر فيه إلى أن صار الماء محتاطا بالمقياس، وصار الناس بعد ذلك يخوضون فيه من قبلى المقياس في وقت الاحتراق، وأما من صناعة الإنشاء إلى بحر المقس (٩) فكان ينكشف عند نقص النيل، ويبقى الناس يعدون الجزيرة (١٠) من قبالة ربع العادل، ثم إنه كان عند ابتداء مد النيل يسير الماء منحدرا في أنابيب إلى أن يلتقي ببحر بولاق، فيكون يوم لقائه عند أهل مصر يوم سرور


(١) ورد هذا الخبر في الكامل، ج ١٢، ص ٥٠٤؛ الذيل على الروضتين، ص ١٥٩.
(٢) جبل بانَقُوسا: جبل في ظاهر مدينة حلب من جهة الشمال.
انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٤٨٢.
(٣) "وانحطت" كذا في مفرج الكروب، ج ٤، ص ٣١٢.
(٤) ورد هذا الحدث في مفرج الكروب، ج ٤، ص ٣١٢.
(٥) ابتدي، كذا في الأصل، والصحيح لغة ما أثبتناه.
(٦) "فيها" كذا في الأصل، والصحيح لغة ما أثبتناه.
(٧) الجيزة، كذا في نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ١٦٥؛ السلوك، ج ١ ق ١، ص ٢٤١.
(٨) المِقْياس: هو عمود من رخام قائم في وسط بركة على شاطئ النيل بمصر، له طريق إلى النيل يدخل الماء إذا زاد علَيه، وفي ذلك العمود خطوط معروفة عندهم يعرفون بوصول الماء إليها مقدار زيادته.
انظر: معجم البلدان، ج ٤، ص ٦١٠.
(٩) المَقْسُ: بين يدي القاهرة على النيل، وكان قبل الإسلام يسمى أم دُنين، وكان فيه حصن ومدينة قبل بناء الفسطاط.
انظر: معجم البلدان، ج ٤، ص ٦٠٦.
(١٠) الجزيرة: وهي جزيرة مصر وهي محلة من محال الفسطاط، وسميت جزيرة لأن النيل إذا فاض أحاط بها الماء وحال بينها وبين عظم الفسطاط واستقلت بنفسها.
انظر: معجم البلدان، ج ٢، ص ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>