للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهند خوفا من جنكيزخان، واستهوانا بمن في الهند من الملوك، فحمله شغفه وحبه بتملك الممالك الموروثة والحكم فيها، فخف للنهوض إليها، واستناب جهان بهلوان أزبك على ما كان ملكه من بلاد الهند الحسن قزلق، ولقبه بوفا ملك، واستمر وفا ملك بها وبالغور وغزنة إلى آخر أيامه، فوصل إلى العراق، وسيأتي ماجرى له وعليه مفصلا إن شاء الله تعالى (١).

[ذكر ما جريات ملوك الشرق والشام]

منها أن بدر الدين لؤلؤ تملك الموصل في هذه السنة، واستقل بملكها وسمى نفسه الملك الرحيم، وذلك بعد وفاة الطفل الذي كان نصبه في المملكة وهو ناصر الدين محمود بن الملك القاهر مسعود بن نور الدين أرسلان شاه بن مسعود بن مودود بن زنكي ابن أقسنقر، وكان لؤلؤ قد اعتضد بالملك الأشرف بن العادل فدافع عنه ونصره، وخلع لؤلؤ البيت الأتابكي بالكلية واستمر مالكا للموصل نيفا وأربعين سنة، سوي ما تقدم له من الاستيلاء والتحكم في أيام أستاذه نور الدين أرسلان شاه وابنه الملك القاهر مسعود (٢).

ومنها أن الملك المعظم قصد حماة لأن الملك الناصر صاحب حماة كان قد التزم له بما يحمله إليه في كل سنة إذا ملك حماة، فلم يف له فقصد المعظم حماة، وجرى بينهم قتال قليل، ثم ارتحل الملك المعظم إلى سلمية (٣) واستولى على حواصلها وولي عليها، ثم توجه إلى معرة النعمان (٤) فاستولى عليها وقرر أمورها، وأقام فيها واليا من جهته، ثم عاد إلى سلمية وأقام بها حتى خرجت السنة على قصد منازلة حماة (٥).


(١) لمعرفة المزيد من هذه الأحداث. انظر: سيرة السلطان جلال الدين منكبرتي، ص ١٦٣ - ص ١٦٩.
(٢) انظر: مفرج الكروب، ج ٤، ص ١١٤. ص ١١٥.
(٣) سَلَمية: بليدة من أعمال حماة. انظر: معجم البلدان، ج ٣، ص ١٢٣.
(٤) معرة النعمان: مدينة كبيرة قديمة من أعمال حمص، بين حلب وحماة.
انظر: معجم البلدان، ج ٤، ص ٥٧٤. ص ٥٧٥.
(٥) انظر: مفرج الكروب، ج ٤، ص ١١٧، ص ١١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>