للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل فيما وقع من الحوادث في السنة الثانية عشرة بعد الستمائة (*)

استهلت هذه السنة والخليفة هو الناصر لدين الله، والملك العادل توجه إلى الإسكندرية لأنه كان قد اجتمع بالإسكندرية من تجار الفرنج نحو ثلاثة آلاف رجل ووصلت بُطسة إلى المينا فيها ملكان من ملوك الفرنج، فبلغه أن الفرنج صمموا على أن يثوروا بأهل الإسكندرية فيقتلونهم ويأخذون البلد، فأمسك التجار الذين بالثغر والواصلين في البطسة واستصفى أموالهم واعتقلهم، واعتقل الملكين وجرت خطوب مع العادل من الفرنج حتى أطلق النسوة التي لهم وعاد إلى القاهرة. وفي تاريخ ابن العميد: وفي هذه السنة كشف السلطان الملك العادل عن الأموال التي أنفقت في تجهيز الملك المسعود إلى اليمن فكانت جملة عظيمة، فأنكر على القاضي الأعز فخر الدين بن شكر وضربه وقيده وحمله إلى قلعة بصري واعتقله بها.

[ذكر حصر قتادة أمير مكة المدينة النبوية]

وفي هذه السنة حاصر (١) الأمير قتادة الحسني المدينة النبوية وقطع فيها نخلا كثيرًا فقاتله أهلها فَكَرَّ خائبا خاسرا، وكان سالم صاحب المدينة بالشام في خدمة العادل يطلب منه النجدة على قتادة، فأرسل معه جيشا فأسرع الأوبة فمات في أثناء الطريق، فاجتمع شمل الجيش على ابن أخيه جماز فقصد مكة فالتقاه أميرها بالصفراء (٢) فاقتتلوا قتالا كثيرا، فهزم المكيون وغنم منهم الأمير جاز شيئا كثيرًا، وهرب قتادة إلى الينبع فساروا إليه فحاصروه بها وضيقوا عليه بها. وقال أبو شامة (٣): وفي ثالث شعبان سار الأمير سالم صاحب المدينة بمن استخدمه من التركمان وغيرهم من المخيم السلطاني بالكسوة ثم توفي بالطريق قبل [٣٥١] وصوله إلى المدينة، وقام ولد أخيه جماز بالأمر بعده، واجتمع أهله على طاعته، فمضى بمن كان طلع مع عمه لقصد قتادة صاحب


(*) يوافق أولها ٢ مايو سنة ١٢١٥ م.
(١) ورد هذا الخبر في البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٧٥؛ نهاية الأرب، جـ ٢٩، ص ٦٧ - ٦٨؛ الذيل على الروضتين، ص ٨٩.
(٢) الصفراء: وادي بناحية المدينة كثير النخل والزرع في طريق الحاج بينه وبين بدر مرحلة انظر، معجم البلدان، جـ ٣، ص ٣٩٩.
(٣) الذيل على الروضتين، ص ٨٩ - ص ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>