للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل فيما وقع من الحوادث في السنة الخامسة بعد الستمائة (*)

استهلت هذه السنة والخليفة هو الناصر لدين الله والسلطان الملك العادل في دمشق وعنده ولداه الأشرف والمعظم كذا قال المؤيد (١) في تاريخه. وقال بيبرس (٢) في تاريخه: ومنها خرج العادل من مصر إلى الشام وكان أكبر البواعث على خروجه ما حصل من الوحشة بينه وبين الظاهر ابن أخيه صاحب حلب، وقال المؤيد (٣): وفيها توجه الملك الأشرف موسى بن الملك العادل من دمشق راجعًا إلى بلاده الشرقية، وكان عند والده العادل في دمشق ولما وصل إلى حلب تلقاه صاحبها الملك الظاهر وأنزله بالقلعة، وبالغ في إكرامه وقام [للأشرف (٤)] و [الجميع] (٥) عسكره بجميع ما يحتاجون إليه من الطعام والشراب والحلواء والعلوفات، وكان يحمل إليه في كل يوم خلقة كاملة وهي غلالة وسراويل وقباء وكمة وفروة ومنطقة وسيف ومنديل وسكين ودلكش وحصان وخمس خلع لأصحابه، وأقام على ذلك خمسة وعشرين يومًا، وقدم له تقدمة جليلة وهي مائة ألف ألف درهم ومائة بقجة مع مائة مملوك، منها عشر بقجج في كل واحدة منها ثلاثة أثواب أطلس وثوبان خطاي، وعلى كل بقجة جلد قندس (٦) كبير، ومنها عشرة في كل واحدة منها (٧) خمسة أثواب عتّابي بغدادي وموصلي، وعلى كل بقجة جلد قندس صغير ومنها عشرون بقجة في كل واحدة منها خمس قطع سوسي (٨) وديبقى ومنها أربعون بقجة في كل واحدة منها خمسة أقبية وخمس كمام، وحمل إليه خمس حصن عربية بعدتها وعشرين أكديشا وأربع قطر بغال وخمس بغلات فائقات بالسروج واللجم المكفتة وقطارين من الجمال. وخلع على أصحابه مائة وخمسين خلعة، وقال إلى أكثرهم بغلات وأكاديش، ثم سار الملك الأشرف إلى بلاده.


(*) يوافق أولها ١٦ يوليو ١٢٠٨ م.
(١) انظر المختصر في أخبار البشر، ج ٣، ص ١١٠.
(٢) انظر النويري، نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ٤٦.
(٣) المختصر، ج ٣، ص ١١٠.
(٤) "بالأشرف" كذا في الأصل والمثبت من المختصر، ج ٣، ص ١١٠.
(٥) "بجميع" كذا في الأصل والمثبت من المختصر، ج ٣، ص ١١٠.
(٦) القندس: كلب الماء. انظر: محيط المحيط، مادة (قندس).
(٧) "عشرة أثواب عتابي خوارزمي، وعلى كل بقجة جلد قندس كبير ومنها عشر في كل واحده" ما بين الأقواس ساقط من العيني، ومثبت في المختصر، ج ٣، ص ١١١، حيث ينقل عنه العيني.
(٨) مرسوسي كذا في المختصر، ج ٣، ص ١١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>