للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتامش، فكتب ابن المهدي إلى الخليفة يقول: إن النصارى قد بذلوا في ابن ساوى خمسين ألف دينار ولا يقتل، فكتب الخليفة على رأس الورقة:

إن الأسود أسود الغاب همتها … يوم الكريهة في المسلوب لا السلب (١)

فسلم ابن ساوى إلى مماليك علاء الدين يتامش، فأخرج من دار الوزير وفي رقبته حبل وهو مكتوف فقتلوه وأحرقوه، وكان لابن المهدى مملوك عاقل يقال له أقسنقر الدوادار، كان يطالع الخليفة بأخبار ابن المهدي وأنه يكاتب الأعاجم ويسعى في فساد الدولة، وعلم الوزير فسقاه السم فمات في ربيع الآخر هو وعلاء الذين يتامش في أيام قريبة، وقبض الخليفة على ابن مهدي في جمادى الأولى.

السلطان (٢) غياث الدين محمود بن سام بن الحسين ملك الغورية، قتل في هذه السنة وقد ذكرناه عن قريب، وكان غياث الدين محمود هذا آخر الملوك الغورية، وكانت دولتهم من أحسن الدول، وكان محمود كريمًا عادلًا محسنًا إلى الرعية حليمًا شفوقًا، رحمه الله.

ست الكتبة واسمها نعمة بنت علي بن يحيى بن محمد بن الطراح، توفيت في ربيع الأول بدمشق ودفنت بباب الفراديس، وكانت صالحة زاهدة عابدة راوية للحديث، روت كتاب الشمائل للترمذي عن أبي شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي وعن جدها أبي محمد بن يحيى بن محمد بن الطراح وغيرهما. وقال السبط (٣): سمعت عليها الحديث بدمشق في سنة ستمائة. ولما ذكرها السبط في تاريخه قال: وفي هذه السنة توفيت شيختنا ست الكتبة نعمة بنت علي، رحمها الله [٣١٤]


(١) "في السلب" كذا في العيني، والمثبت من الذيل على الروضتين لاستقامة وزن البيت.
(٢) انظر الكامل، ج ١٠، ص ٣٣٧، الذيل على الروضتين، ص ٦٣.
(٣) مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>