للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد العزيز الطبيب مات [٣١٣] فجأة في ذي القعدة في هذه السنة، وهو والد سعد الدين الطبيب الأشرفي، وهو الذي عناه القائل أظنه ابن عينين بقوله:

فرادى ولا خلف الخطيب جماعة … وموت ولا عبد العزيز طبيب

شرف الدين بن الناقد بن قنبر واسمه الحسن بن أبي طالب (١)، ولاء الخليفة حجبة الباب وناب في الوزارة، ثم ولاه صاحب المخزن فتجبر وطغى، وبني بدرب المطبخ دارًا تناهي في بنائها فلم يكن ببغداد مثلها، وشرع في الظلم والفسق وتجاهر به ومد عينه إلى أولاد الناس، وكان قبيح السيرة فرفع أمره إلى الخليفة، فأخذه أخذ عزيز مقتدر، وقبض عليه واستأصله، ونقض داره إلى الأساس، وحبسه فأخرج في رمضان ميتا فدفن بمشهد باب التبن (٢).

الأمير زين الدين قراجا الصلاحي (٣) صاحب مدينة صرخد، توفي بدمشق ودفن بقاسيون، كانت له دار عند باب الصغير (٤) بدمشق عند قناة الزلاقة، وتربته في السفح في قبة على جادة الطريق عند تربة ابن تميرك (٥)، وأقر السلطان الملك العادل ولده يعقوب على صرخد، وكان قراجًا شجاعًا جوادًا.

الأمير الكبير يتامش بن عبد الله (٦) أحد أمراء الخليفة الناصر لدين الله، وكان من سادات الأمراء، دينا عاقلًا نزيهًا عفيفًا، سقاه بعض الكتاب من النصاري سما فمات، وكان اسمه ابن ساوا، ولما مات تقدم الخليفة بأن يفتح له باب جامع القصر ولا يتخلف عن جنازته أحد من أرباب الدولة إلا الخليفة والوزير، وحمل إلى مشهد موسى ابن جعفر فدفن هناك، وعلم الخليفة بباطن الحال فأمر أن يسلم ابن ساوى إلى غلمان


(١) الذيل على الروضتين، ص ٦١، ص ٦٢، الجامع المختصر، ص ٢٥٠ - ص ٢٥١.
(٢) مشهد باب التبن: هو قبر موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنهم). وباب التبن اسم لمحلة كبيرة كانت ببغداد على الخندق. انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٤٤٣.
(٣) الذيل على الروضتين، ص ٦٢ - ص ٦٣، البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٥٥.
(٤) باب الصغير: انظر ما سبق في عقد الجمان، ج ١، ص ١٣٣، حاشية (١).
(٥) تربة ابن تميرك: هذه التربة بسفح جبل قاسيون. انظر: الدارس، ج ٢، ص ٢٢٦.
(٦) الذيل على الروضتين، ص ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>