للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي المرآة: وكان بين أخذ الفرنج وبين خلاصها منهم خمس (١) وثلاثون سنة، لأنهم ملكوها في جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة. وفوض السلطان القضاء والخطابة إلى جمال الدين عبد الله بن عمر قاضي اليمن، وتسلم (٢) السلطان هذه الأماكن المذكورة في أربعين يوماً، أولها ثامن عشرين جمادى الأولى، وآخرها ثامن رجب (٣).

وفي تاريخ المؤيد (٤): وفيها حضر المركيس في سفينة إلى عكا، ولم يعلم المركيس بذلك، واتفق هجوم الهواء، فراسل المركيس الملك الأفضل وهو بعكا، يقترح أمراً بعد آخر، والملك الأفضل يجيب المركيس إلى ذلك، إلى أن هب الهواء فأقلع المركيس إلى صور، واجتمع عليه الفرنج الذين بها، وملك صوراً. وكان وصول المركيس إلى صور، وإطلاق الفرنج الذين أخذ السلطان بلادهم بالأمان، وحملهم إلى صور، من أعظم أسباب الضرر التي حصلت حتى راحت عكا وقوى الفرنج بذلك.

[ذكر فتح بيت المقدس شرفه الله واستنقاذه من أيدي النصاري بعد ثنتين وتسعين سنة]

ولما فتح السلطان صلاح الدين - رضي الله عنه - ما حول بيت المقدس من الأماكن المباركة، أمر العساكر فاجتمعت والجيوش المتفرقة في البلدان للمغانم فائتلفت، وسار نحو البيت المقدس بتلك العساكر، فنزل غربي بيت المقدس يوم الأحد الخامس عشر من شهر رجب من هذه السنة، أعني سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، وقد حصنت الفرنج - لعنهم الله - الأسوار بالمقاتلة، وكانوا ستين ألف مقاتل دون بيت المقدس أو يزيدون، وكان صاحب البلد يومئذ رجلاً (٥) يقال له: بالْيان بن بارزان (٦)، ومعه من سلم من وقعة حطين من الداوية والإستبارية، فأقام السلطان بنزله المذكور خمسة أيام، ثم سلم إلى كل طائفة من الجيش المنصور ناحية من أبرجة السور، ثم تحول إلى ناحية الشمال؛


(١) في الأصل ومرآة الزمان "خمسة". والصواب ما أثبتناه.
(٢) "سلم" في مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٥٣.
(٣) مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٥٣.
(٤) المختصر في أخبار البشر، ج ٣، ص ٧٢.
(٥) "رجل" في الأصل. والمثبت هو الصواب.
(٦) "بازراني" في الأصل، والمثبت من الفتح القسى، ص ١١٧؛ نهاية الأرب، ج ٢٨، ص ٤٠٣، مفرج الكروب، ج ٢، ص ٢١٧؛ الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٣٠٣،

<<  <  ج: ص:  >  >>