للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنه رآها أوسع وأنسب للمجال، وقاتل الفرنج دون البلد قتالاً هائلاً، واستشهد بعض أمراء المسلمين، فحنق عند ذلك كثير من أمراء الإسلام (ص ٦٢] واجتهدوا في القتال، وقد نصب المجانية والعرادات (١)، فبادر السلطان -رحمه الله - بأصحابه إلى الزاوية الشرقية الشمالية من السور فنقبها، فسقط ذلك الجانب وخَرَّ البرج برمته (٢).

وفي المرآة (٣): وكان المنجمون قد قالوا للسلطان تفتح القدس وتذهب عينك الواحدة فقال: رضيت أن أفتحه وأعمى. وكان قد نزل على غربيه أولاً، ثم انتقل إلى شماليه من باب العمود إلى برج الزاوية، ومن هذا المكان أخذه الفرنج وكان مشحوناً بالبطارقة من الخيالة والرجالة، بما يزيد على ستين ألفاً غير النساء والذرية، وقاتلوا قتالاً شديداً.

وفي تاريخ بيبرس: قتل في أول يوم عز الدين عيسى بن مالك (٤) -[كان أبوه] (٥) صاحب قلعة جعبر (٦) - فحزن السلطان عليه.

وفي النوادر (٧): وكان نزول السلطان على القدس يوم الأحد الخامس عشر من رجب، فنزل بالجانب الغربي، ثم انتقل - لمصلحة رآها - إلى الجانب الشمالي، وكان انتقاله يوم الجمعة العشرين من رجب، ونصب عليه المنجنيقات وضايقه بالزحف والقتال وكثرة الرماة، حتى أخذ النقب في السور مما يلى وادي جهنم في قرية شمالية (٨). ولما شاهد الفرنج ذلك، قصد أكابرهم السلطان وتشفعوا إليه أن يعطيهم


(١) العرادات: جمع عوادة وهي من آلات الحرب، وهي أصغر من المنجانيق، ترمي بالحجارة المرمى البعيد. انظر: محيط المحيط.
(٢) لمعرفة المزيد عن فتح بيت المقدس، انظر: الفتح القسى، ص ١١٦ - ص ١٢٩؛ الروضتين ج ٢ ق ١، ص ٣٠٠ - ص ٣٠٢، مفرج الكروب، ج ٢، ص ٢١١ - ص ٢١٧؛ نهاية الأرب، ج ٢٨، ص ٤٠٣ - ص ٤٠٥.
(٣) انظر: مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٥٤.
(٤) "موسى" في الأصل. والمثبت من الكامل، ج ١٠، ص ١٥٥؛ وانظر: الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٣٠٩؛ مفرج الكروب، ج ٢، ص ٢١٣. وهو عز الدين عيسى بن شهاب الدين بن مالك العقيلي.
(٥) ما بين الحاصرتين إضافة من الكامل، ج ١٠، ص ١٥٥، الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٣٠٩، "نقلًا عن الفتح القسي".
(٦) قلعة جَعْبَر: قلعة على الفرات مقابل صفين. وكانت تعرف أولاً بدوسر فتملكها رجل من بني نمير يقال له جعبر ابن مالك فنسبت إليه. معجم البلدان، ج ٤، ص ١٦٤.
(٧) النوادر السلطانية، ص ٨١.
(٨) إلى هنا توقف العيني عن النقل من النوادر السلطانية، ص ٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>