للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالقرب من تلمسان (١) في صفر سنة ست وأربعين وستمائة، ثم ملك بعده أبو حفص عمر بن إبراهيم بن يوسف في شهر ربيع الآخر من سنة ست وأربعين وستمائة، وتلقب بالمرتضي (٢).

وفي الحادي والعشرين من المحرم من سنة خمس وستين وستمائة دخل الواثق أبو العلاء إدريس المعروف بأبي دبوس مراكش، وهرب المرتضى إلى آزمور من نواحي مراكش، وقبض عليه عامله بها، وبعثه إلى الواثق، فأمر الواثق بقتله، فقتل في العشر الأخير من ربيع الآخر من سنة خمس وستين وستمائة بموضع يقال له: كتامة. بُعده عن مراكش ثلاثة أيام، وأقام الواثق أبو إدريس ثلاث سنين، وقتل في الحروب التي كانت بينه وبين بني مَرين ملوك تلمسان، وانقضت دولة بني عبد المؤمن. وكان قتل الواثق أبي دبوس المذكور في المحرم سنة ثمان وستين وستمائة بموضع بينه وبين مراكش مسيرة ثلاثة أيام في جهتها الشمالية، واستولي بنو (٣) مرين على ملكهم. وسنذكر بقية أمورهم في مواضعها إن شاء الله تعالي (٤).

[ذكر هلاك جنكزخان]

والكلام فيه على أنواع:

(الأول) في ترجمته: هو السلطان الكبير عند التتار، ولا يعرف أبوه، وهو مجهول النسب، وقد كانت أمه تزعم أنها حملت به من شعاع الشمس، وكان اسمه أولا تُمرجي، ثم لما عظم سمى نفسه جِنْكِزخَان، بكسر الجيم الممزوجة بالزاي، وسكون النون وكسر الكاف الصماء، وفتح الخاء المعجمة، وبعد الألف نون. وأصل الاسم جنكز فقط، ولفظه خان معناها السلطان بلغة التتار. وجنكزخان هو والد الخانات الذين أتوا بعده، وتحكموا في البلاد الشمالية والشرقية بأسرها، وكل من يتولى من ذريته يسمي خانا، وعادتهم أنهم لا يجعلون الخان إلا من كان من ذرية جنكيزخان، وإلى هذا الزمان الأمر على هذا، وذريته لم تنقطع إلى الآن، وقد كان ظهور جنكيز خان في سنة تسع


(١) تلمْسان: هما مدينتان متجاورتان مسورتان بينهما رمية حجر، إحداهما قديمة، والأخرى حديثة.
انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٨٧١.
(٢) ورد هذا الخبر في وفيات الأعيان، ج ٧، ص ١٧ - ص ١٨.
(٣) "بني" كذا في الأصل، والصحيح لغة ما أثبتناه.
(٤) وردت هذه الأحداث في وفيات الأعيان، ج ٧، ص ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>