للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان تولي في ذي الحجة سنة خمس وستين وخمسمائة، ثم صرف في السادس عشر من جمادى الأولى سنة ست وستين وخمسمائة، وتولى القاضي صدر الدين عبد الملك ابن عيسى بن درباس بن مبشر بن عبدوس الهمذاني الماراني الكُردي الموصلي (١)، وكان قدم من الشرق فولاه السلطان صلاح الدين وكان عنده بمكانة، وصُرف بعد وفاة صلاح الدين، وولي مكانه القاضي زين الدين علي بن يوسف الدمشقي يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من ربيع الأول سنة تسعين وخمسمائة وأما وزيره فكان صفي الدين بن القائد، وأما كاتبه فكان القاضي الفاضل، والعماد الكاتب، وكان الفاضل حاكماً على الجميع وهو المشار إليه بالسيف والقلم، لا يصدر السلطان إلا عن رأيه ولا يمضي في الأمور إلا بمراجعته (٢). وقال ابن خلكان: كان القاضي الفاضل تعلق بالخدم في ثغر الإسكندرية وأقام به مدة (٣)، ثم آل أمره إلى أن وزرَ للسلطان صلاح الدين وترقي منزلته عنده على ما نذكره في ترجمته إن شاء الله تعالى.

[العشرون: في ذكر من كان في البلاد من ولاة الأمور في سنة وفاته]

كان في دمشق الملك الأفضل، وكان في حلب الملك الظاهر، وكان في مصر الملك العزيز، كل هؤلاء أولاد السلطان صلاح الدين، رحمه الله (٤).

وكان في القدس عز الدين جُرديك النوري، ولما بلغ العزيز وفاة والده صلاح الدين أرسل عشرة آلاف دينار إلى القدس الشريف لينفق في العسكر المقيم به، فخطب له عز الدين جرديك بالقدس، وخشي من نقض الهدنة بينه وبين الإفرنج، فأرسل إلى القدس عسكراً احترازاً من الإفرنج (٥).

وكان في الروم ركن الدين سليمان بن عز الدين قليج أرسلان السلجوقي، وكان في الموصل عز الدين مسعود بن مودود بن زنكي بن آقسنقر، وكان في أخلاط وماوالاها بكتمر، وكان في مرو وغيرها سلطان شاه. وكان في همذان وغيرها السلطان طغرل شاه


(١) الروضتين، جـ ١، ص ١٩١ (أحداث ٥٦٦ هـ).
(٢) ورد هذا النص في مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٧٩.
(٣) وفيات الأعيان، جـ ٣، ص ١٦٢.
(٤) نهاية الأرب، جـ ٢٨، ص ٤٤٠.
(٥) نقل العينى هذا النص بتصرف من الفتح القسى، ص ٦٣٠؛ الروضتين، جـ ٢، ص ٢٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>