للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي تاريخ بيبرس: لما جاءت الرسل من بغداد من عند الخليفة نهض الملك العادل للقائهم على الغَسُولة (١) في جميع عساكره، وعاد بهم إلى دمشق وقد اجتمع أهلها جميعًا، ولبس الخلعة، وزينت دمشق سبعة أيام، وقرئ سجل الخليفة بتفويض أمور البلاد إليه، وهي ديار مصر والساحل ودمشق والشرق وخلاط، وحضر وزير الظاهر ووزير صاحب حماة ووزير صاحب حمص للهناء بالخلعة الخليفتية، وكل منهم نثر الدنانير على الملك العادل، وخوطب بشاهنشاه ملك الملوك، سيد السلاطين، خليل أمير المؤمنين. وسار الرسول بخلعة الملك الكامل إلى مصر فزينت له مصر والقاهرة.

[ذكر ماجريات ملوك البلاد]

منها (٢) أن الملك الأوحد ابن الملك العادل صاحب ميافارقين مَلَكَ مدينة خلاط بعد قتل صاحبها ابن بكتمر، وكان شابًا جميل الصورة، قتله بعض مماليكه ثم قُتل القاتل أيضا، فخلا البلد عن ملك، فأخذها الأوحد بن العادل.

وفي تاريخ النويري: (٣) وفيها ملك الأوحد أيوب بن العادل مدينة خلاط، وكان صاحبها بلبان - على ما ذكرنا في سنة أربع وتسعين - فسار الأوحد من ميافارقين وملك مدينة مُوش (٤) ثم اقتتل هو وبلبان صاحب خلاط فانهزم بلبان واستنجد بصاحب أرزن الروم، وهو مغيث الدين طغريل شاه بن قليج أرسلان السلجوقي، فسار طغريل شاه واجتمع إليه بلبان، فهزما الملك الأوحد، ثم غدر طغريل شاه ببلبان فقتله عذرًا ليملك بلاده. وقصد خلاط فلم يسلموها إليه، وقصد ملاذكرد فلم يسلموها إليه، فرجع طغريل شاه إلى بلاده. (٥)

وكاتب أهل خلاط الملك الأوحد فسار [٣٠٢] إليهم وتسلم خلاط وبلادها بعد أياسه منها واستقر ملكه بها، وفي تاريخ بيبرس: قصد الأوحد مدينة موش وحصرها


(١) الغَسُولَة: قرية من قرى دمشق. معجم البلدان، ج ٣، ص ٨٠٢ - ٨٠٣.
(٢) انظر: الكامل، ج ١٠، ص ٣٤٠ - ٣٤١؛ الذيل على الروضتين، ص ٦٠ - ٦١؛ المختصر في أخبار البشر، ج ٣، ص ١٠٨.
(٣) انظر: نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ٤٣ - ٤٤، الكامل، ج ١٠، ص ٣٤٠ - ٣٤١؛ الذيل على الروضتين، ص ٦١.
(٤) مُوش: بلدة من ناحية خلاط بأرمينية. معجم البلدان، ج ٤، ص ٦٨٢.
(٥) ورد هذا النص بتصرف في الكامل، ج ١٠، ص ٣٦٠، ص ٣٤١؛ نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ٤٣ - ص ٤٤، الذيل على الروضتين، ص ٦٠، ص ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>