للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدين، ولد في مصر في ربيع الأول من هذه السنة، ومات سنة ثمان وخمسين وستمائة، وهي السنة التي أخرب العدو من التتار - مدينة حلب وغيرها.

[ذكر بقية الحوادث]

منها (١) أن الإفرنج غدرت ونقضت عهودهم، وقطعوا السبل على المسلمين برا وبحرا، سرا وجهرا، فأمكن الله من بطسة عظيمة، لهم فيها نحو من ألفين وخمسمائة نفس من رجالهم المعدودين، منهم من ألقاهم الموج إلى ثغر دمياط قبل خروج السلطان صلاح الدين من مصر، فأحيط بها، فغرق بعضهم، وحصل في الأسر [نحو] (٢) ألف وسبعمائة منهم (٣).

ومنها أن قراقوش سار إلى بلاد إفريقية ففتح بلادًا كثيرة، وقاتل عسكر [ابن] (٤) عبد المؤمن، واستفحل أمره هنالك، وهو من جملة مماليك تقي الدين عمر ابن أخي السلطان صلاح الدين، ثم عاد إلى الديار المصرية فأمره صلاح الدين بأن يتمم السور المحيط بالقاهرة ومصر، وذلك قبل خروجه منها في هذه السنة، وكان ذلك آخر عهده بها حتى توفاه الله -عز وجل- وذلك بعد أن أراه بلوغ مناه قبل حلول الوفاة، فأقر عينه من أعدائه، وفتح على يديه بيت المقدس وما حوله وما حواه. ولما خيم بارزًا من مصر أحضر أولاده حوله فجعل يشمهم ويقبلهم ويضمهم، فأنشد بعضهم:

تَمَتَّعْ من شَمِيم [عُرَارِ نَجْدٍ (٥)] … فما بعدَ العَشِيَّة من عُرارِ

فكان الأمر كما قال؛ لم يعد إلى مصر بعد هذا العام، بل كان مقامه بالشام.


(١) ورد هذا النص في البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٣٠ - ٣٣١؛ أيضا: راجع الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٨٤.
(٢) ما بين الحاصرتين إضافة من البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٣١.
(٣) نقل العيني عدد الأسرى من البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٣١؛ أما الكامل والروضتين فقد ذكرا أن عدد الأسرى "ألفا وستمائة وستة وسبعين". انظر: الكامل، ج ١٠، ص ١١٢؛ الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٨٤.
(٤) ما بين الحاصرتين إضافة من البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٣١؛ الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٨٤.
(٥) "عن أرض نجد" كذا في نسختي المخطوطة أ، ب. والمثبت بين الحاصرتين من البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٣١؛ المختصر في أخبار البشر، ج ٣، ص ٦٤؛ الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٨٧؛ زبدة الحليب، ج ٣، ص ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>