للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقارب ألف ألف دينار. وأما نائب عدن فخر الدين عثمان الزنجيلي (١)؛ فإنه خرج من اليمن قبل قدوم طغتكين فسكن الشام، وله أوقاف مشهورة باليمن ومكة، وإليه تنسب المدرسة الزنجيلية (٢)، خارج باب توما، تجاه الطعم (٣)، وكان قد حصل منها أموالا [جزيلة] (٤). وفي تاريخ بيبرس: وفيها سير صلاح الدين (٥) جماعة من أمرائه منهم صارم الدين خُتْلجُ (٦) وغيره إلى اليمن؛ لاختلاف نواب شمس الدولة بها، وكان الاختلاف بين عز الدين عثمان الزنجيلي وحطان بن منقذ، وجرت بينهما حرب، ورام كل واحد منهما أن يتغلب على ما بيد الآخر، فاتفقت وفاة ختلج، وتولي (٧) حطان بن منقذ إمارة زبيد، وأطاعه الناس لجوده وشجاعته، وقبض صلاح الدين على سيف الدولة مبارك بن منقذ الكناني؛ لأنه كان نائبا عن شمس الدولة باليمن، فترك أخاه حطانًا بها، وجاء إلى شمس الدولة إلى مصر. فلما اتفقت وفاة شمس الدولة صار إلى صلاح الدين، فقيل له أنه أخذ مال اليمن وأدخل، فاعتقله صلاح الدين، ثم صالحه على ثمانين ألف دينار، فأخذها منه وأطلقه. قلت: حطان المذكور هو ابن كامل بن منقذ الكناني من بيت صاحب شيزر.

ومنها أنه ولد لصلاح الدين ولدان وهما: الملك المعظم توران شاه، والملك المحسن أحمد، وكان بين ميلادهما سبعة أيام، فزينت البلاد واستمر الفرح والسرور (٨).

وفي تاريخ الدولتين (٩): الملك المحسن أبو العباس أحمد ظهير الدين ولد بمصر في ربيع الأول من هذه السنة، وهو لأم الأشرف. والملك المعظم أبو منصور توران شاه فخر


(١) "الزنجبيلي" الكامل، جـ ١٠، ص ١٠٦؛ البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٣٠؛ النجوم الزاهرة، ج ٦، ص ٩١. وقد أجمعت المصادر على أنه "عز الدين" بينما انفرد ابن كثير بذكره "فخر الدين".
(٢) المدرسة الزنجيلية: ويقال المدرسة الزنجارية أنشأها الأمير عز الدين أبو عمرو عثمان بن على الزنجيلي سنة ٦٢٦ هـ/ ١٢٢٩ م خارج باب توما أحد أبواب مدينة دمشق. الدارس في تاريخ المدارس، ج ١، ص ٥٢٦ - ٥٢٩.
(٣) "المطعم" كذا ذكره ابن كثير في البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٣٠.
(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة أو مثبت في نسخة ب.
(٥) انظر الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٨٠.
(٦) "صارم الدين قطلغ أبه" في الكامل، ج ١٠، ص ١١١ - ١١٢؛ وذكره أبو شامة "صارم الدين خطلبا" في الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٨٠.
(٧) "تولي" مكررة في نسخة ب.
(٨) انظر الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٨٤؛ البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٣١.
(٩) الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>