للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر الأمور المزعجة]

منها كان غلاء شديد بسبب قلة المطر (١)، وعَمَّ العراق والشام وديار مصر، واستمر إلى سنة خمس وسبعين، فجاءَ المطر، ورخصت الأسعار، ولكن تعقب ذلك وباء شديد، وعم البلاد مرض واحد هو [السرسام] (٢)، فما ارتفع إلا في سنة ست وسبعين، فمات في ذلك الوباء خلق كثير، وأمم لا يعلم عددهم إلا الله عز وجل.

وفي المرآة (٣): وفي هذه السنة وقع الغلاء ببغداد والوباء، فأكل الناس أولادهم، وماتوا على الطرق.

ومنها أنه زلزلت أرمينية وبلاد إربل، وتصادمت الجبال بحيث كان بين الجبلين مسافة، فتقلعهما الزلزلة فيصطدمان، ثم يعودان إلى مكانهما.

ومنها أنه انكسف القمر بعد ثلث الليل الأخير، ليلة النصف من ربيع الأول (٤)، فبقي على حاله إلى أن غاب بعد طلوع الشمس.

وانكسفت الشمس يوم الأربعاء التاسع والعشرين من ربيع الأول وقت العصر، فبقيت إلى وقت الغروب.

وقال ابن الجوزي (٥): وحكى لى ثقات أن الأرض زلزلت بعد العصر يوم السبت ثاني عشر ذي القعدة أربع مرات، ولم أحس أنا بذلك.

ومنها أن امرأة ولدت في بطن واحد ثلاثة أولاد، ابن وبنتان، فعاشوا بعض يوم، وذلك في جمادى الأولى، قاله ابن الجوزي (٦)، وذكر أنها في جيرانهم.


(١) انظر تفاصيل هذا الغلاء في الكامل، جـ ١٠، ص ٩٢.
(٢) "البرسام" في نسختى المخطوطة أ، ب. والمثبت بين الحاصرتين من الكامل، جـ ١٠، ص ٩٢؛ الروضتين، جـ ٢ ق ١، ص ١٣. والسرسام: ورم في حجاب الدماغ تحدث عنه حمى دائمة. وتتبعها أعراض رديئة كالسهر واختلاط الذهن، ويبدو أنه الحمى الشوكية. انظر: المعجم الوسيط، جـ ١، ص ٤٢٨.
(٣) انظر هذه الأحداث في مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٢٤.
(٤) "ربيع الآخر" في الكامل، جـ ١٠، ص ٩٣.
(٥) انظر المنتظم، جـ ١٨، ص ٢٥٢.
(٦) المنتظم، جـ ١٨، ص ٢٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>