للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخامس وفي وفاته]

قال السبط: لما تيقن الفاضل استيلاء الملك العادل على القاهرة، دعي على نفسه بالموت؛ خوفًا من ابن شكر وزير العادل، فإنه كانت بينه وبينه وحشة، فخاف أن يستدعيه ويهينه، فقام تلك الليلة يبكي ويتضرع ويُصلي فأصبح ميتًا. وحكى عن الملك المحسن بن صلاح الدين [أنه] (١) قال: اتفق يوم وفاة الفاضل يوم دخول العادل إلى القاهرة، فإنه دخل من باب النصر وخرجنا بجنازته من باب زويلة، ودفن بتربته في القرافة (٢)

وقال ابن كثير: وقد كانت وفاته يوم دخل العادل إلى قصر مصر بمدرسته فجأة، يوم الثلاثاء سادس ربيع الآخر، واحتفل الناس بجنازته، وزار قبره في اليوم الثاني الملك العادل وتأسف عليه. (٣) ويقال: توفي ليلة الأربعاء سابع شهر ربيع الآخر سنة ست وتسعين وخمسمائة بالقاهرة فجأة، ودفن في تربيته من الغد بسفح المقطم في القرافة الصغرى، رحمه الله رحمة واسعة.

السلطان علاء الدين خُوَارَزْم شاه تكش بن أرسلان بن أتسِز بن محمد بن أنوشتكين، من ولد طاهر بن الحسين، صاحب خوارزم وبعض خراسان والرىّ وغيرها من البلاد الجبليّة. توفي في العشرين من رمضان من هذه السنة، ودفن بتربة بناها له بخوارزم. (٤)

وفي تاريخ بيبرس: وكان قد سار من خوارزم طالبًا خراسان، وكان به خوانيق، فأشار عليه الأطباء بترك الحركة، فلما قارب شهرستانه اشتّد مرضه، فمات وحمل إلى خوارزم، فدفن بها، وهو الذي قطع دولة السلاجقة من هذه البلاد. وكان عادلًا حسن السيرة، له معرفة جيدة بالموسيقى، حسن المعاشرة، فقيهًا على مذهب أبي حنيفة - رضي الله عنه -، ويعرف الأصول، وبنى مدرسة عظيمة للحنفية. (٥)


(١) ما بين حاصرتين إضافة من مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٠٥.
(٢) نقل العيني هذا الخبر من مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٠٥؛ أيضًا راجع الروضتين، جـ ٢، ص ٢٤٤.
(٣) نقل العيني هذا الخبر من البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٢٤ - ٢٥.
(٤) نقل العيني هذا الخبر بتصرف من البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٢٢٣، راجع أيضًا الخبر في الجامع المختصر، جـ ٩، ص ٣٤ - ٣٥؛ النجوم الزاهرة، جـ ٦، ص ١٥٥.
(٥) ورد هذا الخبر بالتفصيل في الكامل، جـ ١٢، ص ٧٣؛ كذا راجع البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٢٣٠٢٢؛ الجامع المختصر، جـ ٩، ص ٣٥؛ العبر في خبر من غبر، جـ ٤، ص ٢٩٢؛ النجوم الزاهرة، جـ ٦، ص ١٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>