للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها أنه ولي قضاء القضاة ببغداد أبو الحسن علي بن سليمان الحلى، وخلع عليه. (١)

ومنها أن الشيخ أبا عمر محمد بن قدامة المقدسي شرع في بناء المسجد الجامع بجبل قاسيون، فأنفق عليه رجل يقال له الشيخ أبو داود محاسن الغامي حتى بلغ البناء إلى قامته ونفذ ما كان معه، فأرسل الملك المظفر كوكبري بن زين الدين صاحب إربل مالا جزيلًا لتتميمه فكمل، وأرسل ألف دينار ليساق إليه الماء من برزة، فلم يمكن ذلك الملك المعظم بن العادل صاحب دمشق، واعتذر بأن هذا يشوش قبورًا كثيرة للمسلمين، فصنع له بئرا وبغلا (٢) يدور وأوقف عليه.

وفيها حج بالناس من العراق وجه السبع ومن الشام خشتر بن الهكاري. (٣)

[ذكر من توفي فيها من الأعيان]

الإمام حسام الدين علي بن أحمد بن مكي الرازي الفقيه الحنفي، ذكره بن عساكر في تاريخه، وقال: قدم دمشق وسكنها، وكان يدرس بالمدرسة الصادرية (٤)، ويفتى على مذهب أبي حنيفة - رضي الله عنه - ويناظر في مسائل الخلاف. قال: وما أظنه حدث. وقال ابن عديم في تاريخه: لما قدم حلب عقدوا له مجلسًا للمناظرة فجعل يذكر مسألة مسألة من مسائل الخلاف، ويذكر أدلة كل فريق ويجيب عنها فأذعنوا له، وتفقه بحلب عليه أبو غانم وجماعة [٢٧٥] وله مصنفات منها: خلاصة الدلائل في تنقيح المسائل] (٥)، ومنها "سلوة الهموم (٦) " جمعه. وقد مات له ولد. وكان وروده إلى حلب في أيام نور الدين الشهيد وأقام بالمدرسة النورية في أيام العلاء الغزنوي، فلما توفي الغزنوي وولى المدرسة بعده ابنه محمود، وكان أبو الحسن الرازي يدبر حاله وتوفي سنة ثمان وتسعين وخمسمائة بدمشق، ودفن خارج باب الفراديس.


(١) الجامع المختصر، ج ٩، ص ٨٠. ولمعرفة المزيد. راجع ترجمته في كتاب إنسان العيون، ص ١٢٨.
(٢) "بئر وبغل" في الأصل، والصحيح ما أثبتناه.
(٣) الذيل على الروضتين، ص ٢٩؛ مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٣١؛ نهاية الأرب، ص ٣٢.
(٤) المدرسة الصادرية: هي بدمشق داخل باب البريد على باب الجامع الأموي الغربي أنشأها شجاع الدولة صادر بن عبد الله سنة ٤٩١ هـ. انظر النعيمي، الدارس في تاريخ المدارس، تحقيق جعفر الحسنى، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة ١٩٨٨، ج ١، ص ٥٣٧ - ص ٥٣٩ ترجمة رقم ١١١.
(٥) حاجي خليفة، كشف الظنون، مجلد ١، ص ٧١٨.
(٦) حاجي خليفة، كشف الظنون، مجلد ٢، ص ٩٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>