للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل فيما وقع من الحوادث في السنة الرابعة والسبعين بعد الخمسمائة *

استهلت هذه السنة والخليفة هو المستضيء بأمر الله، والسلطان صلاح الدين بالشام، وجاءَه كتاب من القاضي الفاضل وهو بالديار المصرية؛ يهنئه بوجود مولود له، وهو أبو سليمان داود، وهو مُوَّفٍ لاثني عشر ولدا، وقد ولد "له" (١) بعده عدة ذكور أيضا، فإنه توفي (٢) عن سبعة عشر ولدًا ذكرًا وابنة صغيرة، وهي مؤنسة خاتون، التي تزوجها ابن عمها الملك الكامل محمد ابن الملك العادل، كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى، وذكر هذا في تاريخ الدولتين (٣) في السنة الماضية نقلا عن عماد الكاتب.

وفي رمضان وصلت الخلع السنية من الخليفة إلى السلطان صلاح الدين وهو بدمشق، وزيد في ألقابه معز أمير المؤمنين، وخلع أيضا على أخيه توران شاه، ولقب بمصطفى أمير المؤمنين (٤).

وفي هذه السنة أسقط صلاح الدين المكوس والضرائب عن الحجاج بمكة، وقد كان يؤخذ منهم (٥) شيء كثير، ومَنْ عجز عن أدائه حبس، وربما فاته الوقوف بعرفة، وعوض السلطان أميرها بمال يُحمل إليه من مصر، وبغلال في كل سنة ثمانية آلاف إردب، ليكون عونًا له ولأتباعه، وقرر أيضا قدر ذلك للمجاورين، يحمل إليهم كل سنة.

ذكر عِصيَان ابن المقدم على صلاح الدين رحمه الله

وفيها عصى شمس الدين بن المقدم (٦) ببعلبك، وكان صلاح الدين قد أعطاه إياها، وقدم صلاح الدين إلى دمشق، فأرسل إليه يطلبه، فاعتذر خوفا من شمس


* يوافق أولها ١٩ يونيو ١١٧٨ م.
(١) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ب.
(٢) يقصد بذلك وفاة صلاح الدين الأيوبي.
(٣) انظر: الروضتين، جـ ١ ق ٢، ص ٧٠٩؛ انظر أيضا: البداية والنهاية، جـ ١٢، ص ٣١٨.
(٤) انظر: البداية والنهاية، جـ ١٢، ص ٣٢٠.
(٥) يقصد بذلك حجاج المغرب ولمعرفة المزيد انظر: البداية والنهاية، جـ ١٢، ص ٣٢٠؛ الروضتين، جـ ٢ ق ١، ص ٧.
(٦) انظر: تفاصيل هذه الحادثة في الروضتين، جـ ٢ ق ١، ص ٣؛ الكامل، جـ ١٠، ص ٩١ - ٩٢؛ البداية والنهاية، جـ ١٢، ص ٣٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>