للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل فيما وقع من الحوادث في السنة السابعة والسبعين بعد الخمسمائة *

استهلت هذه السنة والخليفة هو الناصر لدين الله، وأصحاب البلاد على حالهم، غير أن الملك الصالح بن نور الدين محمود مات في هذه السنة.

[ذكر وفاة الملك الصالح بن نور الدين صاحب حلب]

والكلام فيه على أنواع:

الأول في ترجمته: هو السلطان الملك الصالح إسماعيل ابن السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي، صاحب حلب وما والاها، وكان أبوه نور الدين -رحمه الله- قد عهد بالملك له، وعمره يوم مات أبوه إحدى عشرة سنة، وكان مولده في سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وقد ذكرنا أنه انتقل من دمشق إلى حلب، ودخل قلعتها يوم الجمعة مستهل المحرم سنة سبعين وخمسمائة، وخرج السلطان صلاح الدين من مصر، وملك دمشق وغيرها من بلاد الشام، ولم يبق عليه سوى مدينة حلب.

الثاني في سيرته: قال ابن خلكان (١): كان محسنا محمود السيرة. وقال النويري (٢): وكان من أعف الملوك، ومن يشابه أباه فما ظلم. وصف له الأطباء في مرضه شرب الخمر، فاستفتي بعض الفقهاء في شربها تداويا فأفتاه بذلك، فقال له: أيزيد مشربها في أجلى أو ينقص منه شيئا؟ قال: لا. قال: فوالله لا أشربها وألقى الله وقد شربتُ ما حرمه عليَّ. وفي تاريخ بيبرس (٣): أفتاه بذلك فقيه من مدرسي الحنفية، فقال: أرأيت إن قَدَّر اللهُ قرب الأجل، أيؤخره شرب الخمر؟ فقال الفقيه: لا. فقال له ما ذكرنا.


* يوافق أولها ١٧ مايو ١١٨١ م.
(١) انظر: وفيات الأعيان، ج ٥، ص ١٨٨.
(٢) انظر: نهاية الأرب، ج ٢٧، ص ١٧١ - ١٧٢.
(٣) اتفقت معظم المصادر في ذكر هذه القصة. انظر: الروضتين، ج ٢ ق ١ ص ٦٦؛ البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>