للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالسمور (١) والقندس، وقرروا عليهم كل سنة شيئا من المال والثياب، وأما الخوارزمية فتفرقوا في الأغوار، والأنجاد (٢)، وتشتتوا في البلاد، وسنذكر متجدداتهم معهم في أوقاتها (٣).

[ذكر حركة الإفرنج]

وفي هذه السنة كانت للفرنج حركة، فخرج عسكر حلب مع الأمير بدر الدين (٤) الوالي وأغاروا على ناحية المرقب (٥)، ونهبوا حصن بانياس وخربوه، وسيروا الأسارى إلى حلب، ثم وقعت وقعة أخرى بينهم قتل فيها من الفريقين خلق كثير، واستظهر فيها الفرنج على المسلمين، فجهزت العساكر من حلب إليهم، ثم أستقرت الهدنة بين عسكر حلب والداوية (٦) والاستبار (٧) (٨).


(١) السمور: نوع من فراء حيوان السمور المستخدم في صنع الملابس، وحيوان السمور ببلاد الروس وراء بلاد الترك يشبه النمس، ومنه أسود لامع وأشقر.
انظر: الملابس المملوكية، ص ٣٦، المصباح المنير، مادة (سمر).
(٢) الأنجاد: النجد الأرض الصلبة، وما غلظ منها في ارتفاع من الجبل.
انظر: معجم البلدان، ج ٤، ص ٧٤٥.
(٣) وردت هذه الأحداث في الكامل، ج ١٢، ص ٤٩٩ - ٥٠١؛ مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٣٥ - ٣٣٠؛ البداية والنهاية، ج ١٢، ص ١٣٨؛ المرآة، ج ٨، ص ٤٤٠.
(٤) الأمير بدر الدين الوالي: كان أميرا جليلا، وكان متولي قلعة جعبر في أيام الملك الظاهر إلى أن أخذها الملك العادل فولاه الملك الظاهر بعد ذلك قلعة حلب إلى حين وفاته.
انظر: مفرج الكروب، ج ٤، ص ٣١٠ - ٣١١.
(٥) المَرْقب: اسم الموضع الذي يرقب فيه بلد، وقلعة حصينة تشرف على ساحل بحر الشام وعلى مدينة بلنياس.
انظر: معجم البلدان، ج ٤، ص ٥٠٠.
(٦) الداوية: أو الديوية وهم الاسم الذي أطلقه المسلمون على الطائفة التي عرفت في أوروبا باسم "فرسان المعبد، وهي طائفة دينية تخصصوا لحرب المسلمين في الحروب الصليبية، فأصبحت فرقة حربية، وكانوا أشد المحاربين تعصبا وأكثرهم قوة وضراوة ومنهم طائفة أخرى تسمى الاسبتارية.
انظر: نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ٨٣، حاشية (١).
(٧) الاستبار أو الاستبارية: هم طائفة أخرى من فرسان المعبد (من الإفرنج) وهم مثل الداوية في التعصب والحماس. انظر: نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ٣٠٥، حاشية (١).
(٨) وردت هذه الأحداث في مفرج الكروب، ج ٤، ص ٣١٠ - ٣١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>