للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثل هذا وأضعافه وما أنا مضرور، ورد عليه جميع ما جاء به، فأشار عليه بعض أصحابه بأخذ النفط للغزاة، فأخذه ورد التوقيع وقال: يرحم الله العاضد وصل إليَّ منه في عشرين يوم بمقام الفرنج على دمياط ألف ألف دينار ومثلها عروض.

[ذكر وصول الأمراء]

وفي يوم الثلاثاء [ثاني عشرين] (١) من ربيع الآخر قدم عماد الدين زنكي بن مودود بن زنكي، صاحب سنجار بمن استنهضه من العساكر في جمع عظيم، ولقبه السلطان وأكرمه غاية الإكرام، ورتب له العسكر في لقائه، فكان أول من لقيه من العسكر المنصور قضاته وكتابه، ثم لقيه أولاده بعد ذلك، ثم لقيه السلطان، ثم سار به حتى أوقفه على العدو، ثم عاد معه إلى خيمته، وأنزله عنده، وكان صنع له سماطا لأتعابه، فحضر هو وجميع أصحابه، وكان قد بالغ في إكرامه حتى بسط له طراحة مستقلة إلى جانبه، وبسط له ثوبا أطلس عند دخوله، ثم ضربت له خيمته على طرف الميسرة عند جانب النهر. وقدَّم إليه عشرة من الخيول العربية، وخمسة عشر بقجة قماش، ثم وصل من بعده ابن أخيه معز الدين سنجر شاه بن غازي بن مودود صاحب الجزيرة بعساكره الكثيرة، وذلك يوم الأربعاء سابع جمادي [الأول] (٢). ولقيه السلطان وأكرمه وأنزله في خيمة ضرّبت له إلى جانب عمه عماد الدين.

ثم وصل الملك السعيد علاء الدين خرمّ شاه ابن صاحب الموصل عز الدين مسعود ابن مودود، وذلك يوم الجمعة تاسع جمادى الأولى. وكان أبوه أرسله نائبًا عنه مقدما على عسكره، ففرح السلطان بقدومه، وتلقاه من بُعد، وأنزله عنده في خيمة ضُربت له بين خيام ولديه الملك الأفضل والملك الظاهر، وقدّم له تحفًا سنية (٣).

وكان ابنه الملك الظاهر غازي صاحب حلب، والملك مظفر الدين بن علي كوجك صاحب حران، قدما قبل احتراق الأبراج التي صنعتها الإفرنج.


(١) "الثاني عشرة" كذا في الأصل والمثبت من النوادر السلطانية ص ١٢١؛ الروضتين، جـ ٢، ص ١٥٣.
(٢) "الأخرى" كذا في الأصل والمثبت من النوادر السلطانية، ص ١٢١؛ الفتح القسى، ص ٣٨١؛ الروضتين، جـ ٢، ص ١٥٣.
(٣) الفتح القسى، ص ٣٨١ - ٣٨٢؛ النوادر السلطانية، ص ١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>