للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليها نشاب ولا منجنيق، فأقام عليها شهر صفر فلم يبلغ منها غرضة، فراسله من بها في الصلح على مال يحملونه فأجابهم ورحل عنها. فأغار (١) ونهب وسبي وغنم شيئًا عظيمًا ثم عاد إلى غزنة سالمًا.

[ذكر وقعة أخرى بين يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن وبين ألفنش ملك الإفرنج]

وكان ألفنش قد جند وجمع جمعًا أكثر من الأول، والتقوا فهزمه يعقوب وساق خلفه إلى طليطلة، وضربها بالمجانيق وضيق عليها ولم يبق إلا فتحها، فخرجت إليه والدة ألفنش وبناته ونساؤه وأهله وبكين بين يديه وسألنه إبقاء البلد عليهن، فَرَقَّ لهن ومنَّ عليهن به، ووهب لهن المال والجواهر، وردهن مكرمات بعد القدرة. (٢) ولو فتح طليطلة لفتح إلى مدينة النحاس (٣) وعاد إلى قرطبة فأقام شهرًا يقسم الغنائم، وجاءته رسل ألفنش تسأله الصلح فصالحه مدة وأمن أهل الأندلس. (٤)

وفي تاريخ بيبرس: فصالحهم مدة خمس سنين ثم عاد إلى مراكش (٥)، وقيل: إن هذه الوقعة كانت في سنة إحدى وتسعين وخمسمائة.

ذكر مُلك عسكر الخليفة أصفهان

وفي هذه السنة ملك عسكر الخليفة أصفهان، وسبب ذلك كان بأصفهان ولد خوارزم شاه، وكان أهلها يكرهونه، فكاتبوا الخليفة الناصر سيبذلون له تسليم البلد إلى من يصل من الديوان من العساكر، فجهز الخليفة جيشًا صحبة سيف الدين طغرل مقطع بلد اللحف (٦) من العراق، فساروا إليها ونزلوا بظاهرها، ففارقها عسكر خوارزم شاه ودخلها عسكر الخليفة وخطب له فيها (٧)


(١) ذكر ابن الأثير أن شهاب الدين الغورى أغار على "آي وصور" الكامل، جـ ١٠، ص ٢٤٢.
(٢) شذرات الذهب، جـ ٤، ص ٣٠٧ - ص ٣٠٨.
(٣) مدينة النحاس: يقال لها مدينة الصَّفر، وهي في بعض مفاوز الأندلس. عنها انتظر بالتفصيل: معجم البلدان، جـ ٤، ص ٤٥٥ - ص ٤٥٨.
(٤) نقل العيني هذا الحدث بالنص من مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٨٨.
(٥) ورد هذا الخبر في الكامل، جـ ١٠، ص ٢٣٦ - ص ٢٣٧؛ حوادث سنة ٥٩١ هـ.
(٦) اللحف: صقع معروف من نواحي بغداد سمي بذلك لأنه في لحف جبال همذان ونهاوند. معجم البلدان، جـ ٤، ص ٣٥٣.
(٧) نقل العيني هذا الخبر بتصرف من الكامل، جـ ١٠، ص ٢٣٨ - ص ٢٣٩، وقد ذكرها ضمن أحداث سنة ٥٩١ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>