للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عز الدين بن المقدم بعسكر حسن وأطلاب جيدة، ثم أمر السلطان بخروج العسكر إلى العدو (١)، فخرجوا إلى خيامهم يتخطفوهم وجرت واقعة بعد وقعة وكبسوهم كبسة بعد كبسة. وكان الأمير دلدروم صاحب تل باشر في اليزك ليلة الجمعة التاسع والعشرين، فبعث من أصحابه إلى طريقهم من يافا، فجازت بهم فرسان من الفرنج، فخرجوا عليهم وقتلوا وأسروا. وفى يوم السبت سلخ الشهر نزلت الناس إليهم وقاتلوهم في خيامهم، وركب العدو وساقوا إلى قلونية، وهى ضيعة من ضياع القدس على فرسخين، ثم عادوا بائدى الشأن بادين الشين، وعساكر الموحدين قد ركبوا أكتافهم وغنموا ورجعوا سالمين (٢).

وفى النوادر: وكان طريق يافا سابلة لمن ينقل الميرة إلى العدو، فأمر السلطان مَنْ في اليزك أن يعملوا معهم ما يمكنهم، وكان في اليزك بدر الدين دلدروم، فكَمَّن حول الطريق كمينا فيه جماعة جيدة، فمر بهم جمع من خيالة العدو [يحمون] (٣) قافلة تحمل ميرة، فحمل عليهم وجرى قتال عظيم، فقتلوا منهم ثلاثين نفرا، وأسروا جماعة. ووصل الأسرى يوم السبت تاسع عشرى جمادى الأولى إلى القدس، وكان يوم دخولهم يومًا مشهودا. وفى يوم الثلاثاء ثالث جمادى الآخرة خرجت الأتراك على جماعة منهم، فأخذوا منهم وقتلوا، وجرحت من الأتراك جماعة (٤).

[ذكر كبسة الإفرنج على عسكر مصر الواصلين]

كان السلطان صلاح الدين -رحمه الله - يستحث عسكر مصر بكتبه ورسله، يدعوهم نجدة لأهل القدس على أهل الكفر، فضرب العسكر خيامهم على بلبيس (٥) مدة حتى اجتمع الرفاق، وانضم إليهم التجار، وللفرنج جواسيس يجسون الأخبار ويُعَرِّفون ملكهم بذلك. وجاء الخبر من اليزكية إلى السلطان ليلة الاثنين التاسع من جمادى الآخرة، أن العدو ملك الإنكتار ركب في سبعمائة فارس مردفين بألف راجل، وسار عصر


(١) "البدو" كذا في الأصل والمثبت هو الصحيح.
(٢) انظر: الفتح القسى، ص ٥٩٢.
(٣) "يحملون" في الأصل. والتصحيح من النوادر السلطانية، ص ٢١٢.
(٤) ورد هذا النص بتصرف في النوادر السلطانية، ص ٢١٢ - ص ٢١٣.
(٥) بلبيس: إحدى مدن محافظة الشرقية، ذكر المقريزى أنها تبعد عن الفسطاط ٢٤ ميلا، وهى على طريق الشام.
انظر: الخطط، جـ ٣، ص ٣٢٣ - ص ٣٢٤. ولمزيد من التفاصيل، انظر: القاموس الجغرافى، ق ٢ جـ ١، ص ١٠٠ - ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>