للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر دخول العادل إلى الديار المصرية واستقراره سلطانا]

كان دخوله القاهرة يوم السبت الثامن عشر من ربيع الآخر، وأقام بها، والخطبة باسم الملك المنصور بن الملك العزيز بن السلطان صلاح الدين يوسف. (١)

قال بيبرس: واستمر ذلك إلى أن اتفق وصول ولده الكامل إليه، فقطع خطبة المنصور في شهر شوال من هذه السنة، وخطب لنفسه ولولده الكامل بولاية العهد بعده، وزالت دولة صلاح الدين من مصر، واستوزر العادل الصاحب صفى الدين عبد الله بن على بن (٢) شكر، وكان قد حلف له بالقدس أنه إذا ملك مصر يُمكّنه من المصريين ويبسط يده فيهم لأنهم كانوا ينتقصونه.

وفى تاريخ ابن كثير: استقر العادل في سلطنة الديار المصرية [٢٤٤] وأعاد القضاء إلى صدر الدين عبد الملك بن درباس الماردانى (٣) الكردى، واستوزر صفى الدين بن شكر لصرامته وشهامته، وسيادته وديانته، ثم كتب إلى ولده الكامل يستدعيه من بلاد الجزيرة ليملكه على الديار المصرية، فقدم عليه وأكرمه وعانقه والتزمه، فخطب الخطباء بعد الخليفة للملك العادل، ثم بعده للملك الكامل، وضربت السكة باسمهما، واستقرت دمشق باسم الملك المعظم عيسى بن الملك العادل، كما أن مصر استقرت للكامل. (٤)

ولما استقرت المملكة للعادل، أرسل إليه الملك المنصور - صاحب حماة - يعتذر إليه مما وقع منه بسبب أخذه بَارين من ابن المقدم (٥)، فقبل العادل عذره، وأمره بردّ بارين إلى ابن المقدم، فاعتذر الملك المنصور عنها بقربها من حماه، ونزل عن منبج وقلعة نجم الدين المقدم عوضاً عن بارين، فرضى ابن المقدم بذلك؛ لأنهما خير من


(١) لمزيد من التفاصيل راجع الكامل جـ ١٢، ص ٧٢ - ٧٣.
(٢) الصاحب صفى الدين أبو محمد عبد الله بن المخلص أبى الحسن على، بن الحسين بن عبد الخالق، بن الحسين بن منصور الشَّيْى القرشى المالكى، المعروف بابن شكر مولده بالدَّميّرة: بلدة من الأعمال الغَرْبيَّة بالديار المصرية ٥٤٨ هـ، وزير الملك العادل توفى سنة ٦٢٤ هـ.
النويرى: نهاية الأرب، جـ ٢٩، ص ١٣٠.
(٣) "المارانى" كذا في الأصل والتصحيح من ابن كثير حيث نقل العينى هذا الخبر عنه. البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٢٢.
(٤) نقل العينى هذا الخبر بتصرف من البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٢٢.
(٥) هو عز الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الملك بن المقدم. المختصر، جـ ٣، ص ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>