للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يملكه من الأموال والذخائر، وليقتلن البرنس صاحب الكرك (١) بيده؛ وذلك لأنه نقض العهد الذي عاهد السلطان عليه فغدر بقافلة تجار من مصر، فأخذ أموالهم وضرب رقابهم بين يديه صبرًا، وهو يقول: أين محمد كم ينصركم؟. وكان هذا النذر كله بإشارة القاضي الفاضل. ثم أن الله عز وجل بكرمه [٢٠] وفضله عافاه مما كان ابتلاه به، فسارت البشائر بذلك في كل ناحية ودقت البشائر وزينت البلاد.

قال ابن كثير (٢): ثم ركب السلطان من حران بعد العافية فدخل حلب، ثم اجتاز بحماة وحمص حتى دخل دمشق، وكان دخوله حلب يوم الأحد الرابع عشر من المحرم سنة ثنتين وثمانين، وكان يومًا مشهودًا (٣)، لشدة فرح الناس بعافيته ولقائه، فأقام بها أربعة أيام، ثم رحل في ثامن عشره نحو دمشق، فلقيه أسد الدين شيركوه بن ناصر الدين محمد بن شيركوه بتل السلطان ومعه أخته ومعه خدمة عظيمة، ومَنَّ عليه بحمص - موضع والده بحكم وفاته - ثم سار إلى دمشق فدخلها في الثاني من ربيع الأول من سنة ثنتين وثمانين وخمسمائة، وكان يومًا مشهودًا وصباحًا محمودًا (٤).

وفيها كان المنجمون بدمشق قد حكموا بأن يهب هواء مزعج برمل يهلك الناس، فحفروا أسراب، واختفوا فيها، فظهر كذب المنجمين (٥).

وفيها (٦) ............................

وفيها حج بالناس الأمير طاشتكين (٧).

[ذكر من توفي فيها من الأعيان]

السهيلي (٨) أبو القاسم وأبو زيد عبد الرحمن ابن الخطيب أبي محمد عبد الله ابن الخطيب أبي عمر أحمد بن أبي الحسن أصبغ بن حسين بن سعدون بن رضوان بن


(١) يقصد بذلك أرناط صاحب حصن الكرك.
(٢) نقل العينى هذا النص بتصرف من البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٣٧ - ص ٣٣٨.
(٣) إلى هنا انتهى العيني من النقل عن البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٣٨.
(٤) ورد هذا النص بتصرف في الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٢٢٤ في حوادث سنة ٥٨٢ هـ.
(٥) انظر: مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٤٦.
(٦) بياض في الأصل بمقدار نصف سطر.
(٧) انظر: النجوم الزاهرة، ج ٩، ص ٩٧.
(٨) انظر ترجمته في وفيات الأعيان، ج ٣، ص ١٤٣ - ١٤٤: شذرات الذهب، ج ٤، ص ٢٧١ - ٢٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>