للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لعز الدين شهرزور والبوازيج (١)، ووقف عليها قرية تعرف ببافيلا (٢). ورحل عن الموصل يريد الجزيرة ..

وقال العماد الكاتب (٣): وكان السلطان قد لازم قراءة القرآن في شهر رمضان، واشتد الحر، فمرض مرضًا شديدًا فتناثر رأسه ولحيته وقيل إنه شفى، وضعف ضعفًا خيف عليه منه وأرجف بموته، وأقام على نصيبين وقد آيسنا منه، ثم حُمل في محفة إلى حران فنزل بظاهرها، وبني دارًا أسماها دار العافية.

وفي تاريخ النويرى (٤): وجاءت رسل صاحب الموصل إلى السلطان وهو بحران بالإجابة إلى ما طلب؛ وهو أن يسلم صاحب الموصل إلى السلطان شهرزور وأعمالها، وولاية القرابلي، وجميع ما وراء الزاب، وأن يخطب للسلطان على جميع منابر الموصل وما بيده، وأن يضرب اسمه على الدراهم والدنانير. ورضى السلطان بذلك، وتقرر الصلح وأمنت البلاد. ثم رحل السلطان من حران وقد عوفي، وعاد إلى دمشق في السنة الآتية.

وقال ابن كثير (٥): ولما استقر الصلح بين صلاح الدين وبين المواصلة - كما ذكرنا - انقطعت خطبة السلاجقة والأرتقية بتلك البلاد كلها. قال: ولما جاء إليه أخوه العادل من حلب ورآه في غاية الضعف، أشار عليه بأن يوصي ويعهد، فقال: ما أبالي وأنا أترك من بعدي أبا بكر وعمر وعثمان وعليا، وأراد بأبي بكر أخاه العادل صاحب حلب، وأراد بعمر تقي الدين عمر صاحب حماة وهو إذ ذاك نائب (٦) مصر وبها يقيم، وأراد بعثمان وعلى ابنيه الملك العزيز عثمان والملك الأفضل على. ونذر السلطان في ضعفه لئن شفاه الله تعالى من مرضه هذا ليصرفن همته كلها إلى قتال الفرنج الكفار، ولا يقاتل بعد ذلك مسلمًا، وليجعلن أكبر همته فتح بيت المقدس، ولو صرف في ذلك جميع ما


(١) البوازيج: بلد قرب تكريت على فم الزاب الأسفل حيث يصب في دجلة، ثم أصبحت بعد ذلك من أعمال الموصل. انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٧٥٠.
(٢) "بباقيلا" في مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٤٥.
(٣) انظر قول العماد في الروضتين، ج ٢ ق ١ ص ٢٠٨؛ ابن العديم: زبدة الحلب، ج ٣، ص ٨٣.
(٤) نقل العينى هذا النص بتصرف من النويري، نهاية الأرب، ج ٢٨، ص ٣٨٨، تحقيق محمد أمين، ومحمد حلمي أحمد؛ الروضتين، ٢ ق ١، ص ٢٠٨.
(٥) نقل العيني هذا النص بتصرف من البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٣٧.
(٦) "صاحب" كذا في الأصل. والمثبت من البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٣٧ حيث ينقل العيني عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>