للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي (١) المرآة: ومن العجائب أنه دخل يوم الجمعة رأس منكلي على خشبة وقد زينت بغداد وأظهر السرور والفرح فلما وصل الرأس إلى درب حبيب وافق في تلك الساعة [٣٥٣] وفاة ابن الخليفة فرد الرأس ورمي في بيت في خان. وكوسات منكلي مشققة وأعلامه منكسة، وانقلب ذلك السرور حزنا وأمر الخليفة بالنياحة عليه في أقطار بغداد، ففرشوا البواري والرماد وخرجت العواتق من خدورهن ونشرن شعورهن ولطمن، وقام النوايح في كل ناحية وعظم حزن الخليفة بحيث أنه امتنع من الطعام والشراب وغلقت الأسواق، وعطلت الحمامات، وبطل البيع والشرى، وجرى في بغداد ما لم يجر في بلد آخر، وخلف الميت ولدين أبا عبد الله الحسين ولقبه المؤيد، ويحيى ولقبه الموفق.

[ذكر بقية الحوادث]

منها أنه شرع في هذه السنة بناء المدرسة العادلية الكبيرة بدمشق المقابلة لدار العقيقى من الغرب. وحضر السلطان لترتيب وضعها بين الصلاتين يوم السبت الرابع عشر من جمادى الآخرة، ثم احترقت في شهر رمضان سنة أربع عشرة وستمائة.

ومنها (٢) أنه عزل القاضي الزكي بن محيي الدين بن الزكي وفوض الحكم إلى القاضي كمال الدين بن الجرستاني وهو ابن ثنتين وتسعين سنة، فحكم بالعدل وقضى بالحق ويقال: إنه كان يحكم بالمدرسة المجاهدة التي عند القواسين بدمشق.

ومنها (٣) أن الملك العادل أبطل ضمان الخمر والقيان.

ومنها (٤) أن الفرنج أغارت على بلاد الإسماعيلية فقتلوا ونهبوا وسبوا نحو ثلثمائة أسير.

ومنها (٥) أن ملك الروم كيكاوس أخذ مدينة أنطاكية من أيدي الإفرنج ثم أخذها منه ابن لاون ملك الأرمن، ثم أخذها منه إبرنس طرابلس، وقال السبط (٦): أخذ ابن لاون أنطاكية من الإفرنج يوم الأحد الرابع والعشرين من شوال وكنت في ذلك اليوم قد جلست


(١) انظر مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٧٥.
(٢) الذيل على الروضين، ص ٨٩.
(٣) الذيل على الروضين، ص ٨٩.
(٤) الذيل على الروضين، ص ٨٩.
(٥) الذيل على الروضين، ص ٨٩.
(٦) مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>