للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن الأثير (١): ولما ركب السلطان صلاح الدين ليُودع معزّ الدين قيصرشاه المذكور، ترّجل معز الدين له، فترجّل السلطان صلاح الدين رحمه الله، ولما ركب عضده قيصر شاه وركبه، وكان علاء الدين [خرمشاه] (٢) بن عز الدين مسعود صاحب الموصل مع السلطان إذ ذاك، فسوى ثياب السلطان، فقال بعض الحاضرين في نفسه: ما بقيت تبالي يا ابن أيوب بأى موتة تموت، يُركِبكَ مَلكٌ سجلوقي، ويُصلح قماشك مَلِكٌ أتابكيٌ زنكي (٣). [١٢٧]

وفي يوم قدوم معز الدين وصل الخبر إلى العسكر أن جماعة من الحشاشين من الإفرنج خرجوا يحشّون، فحمل عليهم اليزك الإسلامي، ووصل الخبر إلى عسكرهم فخرجت في نصرتهم جماعة، وجرى بينهم وبين اليزك قتال، وذكر بعض الأسرى أنه كان معهم ملك الإنكتار، وأن شخصًا من المسلمين قصد طعنه، فحال بينه وبينه فرنجي، فَقُتِلَ الفرنجى وجرح هو (٤).

[ذكر عود السلطان إلى العسكر]

ولما كان يوم الثلاثاء تاسع رمضان المذكور، وصل السلطان إلى العسكر، ولقيه الناس مستبشرين بقدومه، وأقام يحثُّ على الخراب. ولم تزل أخبار العدو عنده، ولم تزل تقع بين اليزك وبين الإفرنج وقعات، ويسرق العرب من خيولهم وبغالهم ورجالهم (٥). وفي أثناء ذلك اليوم وصل رسول من المركيس، يذكر أنه يصالحهم بشرط أن يعطي صيدا وبيروت، على أن يجاهر الفرنج بالعداوة، ويقصد عكا ويحاصرها ويأخذها منهم. فأجاب السلطان وسير إليه العدل النجيب، وكان المركيس هذا خبيثًا ملعونًا، وكان لما استشعر من الإفرنج أَخْذِ بلده صور منه، استعصم بها وانحاز عن الفرنج، ولذلك أجاب السلطان إلى كلامه وسير العدل النجيب مع رسوله يوم الجمعة ثاني عشر رمضان، واشترط عليه أن يبدأ بمجاهرة عداوة القوم، وحصار عكا وأخذها، وإطلاق من بها مَنْ الأسرى، وكذلك مَنْ كان بصور من الأسرى، فإذا فعل ذلك يُسَلِّم إليه صيدا وبيروت (٦).


(١) انظر: الكامل، جـ ١٠، ص ٢١٢.
(٢) ما بين الحاصرتين إضافة من الكامل، جـ ١٠، ص ٢١٢.
(٣) نقل العيني هذا الخبر بتصرف من الكامل، جـ ١٠، ص ٢١٢.
(٤) نقل العين هذا الخبر من النوادر السلطانية، ص ١٩٠.
(٥) نقل العيني هذا الخبر من النوادر السلطانية، ص ١٩٠.
(٦) نقل العيني هذا الخبر من النوادر السلطانية، ص ١٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>