للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصعدت قلعة إيلال من قلاع مازندران فأقامت بها إلى أن كان منها ما سنذكره إن شاء الله تعالى (١)

وذكر بيبرس في تاريخه خروج تركان خاتون المذكور من خوارزم في هذه السنة، وذكر أبو الفتح المنشيء أنه كان خروجها في أواخر سنة ست عشرة وستمائة، وسنذكر ما جرى بعد ذلك بين جنكز خان والسلطان خوارزم شاه وما جرى على تركان خاتون إن شاء الله تعالى.

[ذكر بقية الحوادث في هذه السنة]

منها (٢) أن كيكاوس بن كيخسرو ملك الروم قصد حلب لما مات الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين، وأجلس ابنه الملك العزيز في مملكته، وكان طفلا كما ذكرنا، وطمع كيكاوس في الاستيلاء على حلب فاستدعى الملك الأفضل بن صلاح الدين صاحب شميساط واتفق معه كيكاوس على أن يفتح حلب وبلادها ويسلمها إلى الملك الأفضل ثم يفتح البلاد الشرقية التي بيد الملك الأشرف ابن الملك العادل ويتسلمها كيكاوس وتحالفا على ذلك، وسار كيكاوس إلى جهة حلب ومعه الملك الأفضل ووصلا إلى رعيان واستولى عليها كيكاوس وسلمها إلى الملك الأفضل فمالت إليه قلوب أهل البلاد لذلك، ثم سار إلى تل باشر وبها فتح الدين بن دلدروم ففتحها ولم يسلمها للملك الأفضل بل أخذها كيكاوس لنفسه، فنفر خاطر الملك الأفضل وخواطر أهل البلاد بسبب ذلك ووصل الملك الأشرف إلى حلب ليدفع كيكاوس عن البلاد، ووصل إليه الأمير مانع بن جدمه أمير العرب في جمع عظيم وكان قد سار كيكاوس إلى منبج وتسلمها لنفسه أيضا، وسار الملك الأشرف بالجموع التي معه ونزل وادي بزاعا واتقع بعض العسكر مع مقدمة عسكر كيكاوس فانهزمت مقدمة عسكر كيكاوس وأخذت منهم عدة أسرى فأرسلوا إلى حلب ودقت البشائر بها، ولما بلغ ذلك كيكاوس وهو بمنبج ولي منهزمًا مرعوبا، وتبعه الملك الأشرف يتخطف أطراف عسكره، ثم حاصر الملك الأشرف تل باشر واسترجعها، وكذلك استرجع رعبان وغيرها.


(١) ورد هذا الحدث بتصرف في الكامل، جـ ١، ص ٤٠٨ حوادث سنة ٦١٧ هـ؛ البداية والنهاية جـ ١٣، ص ٩٤ - ص ٩٩.
(٢) ورد هذا الحدث في الكامل، جـ ١٠، ص ٣٩١ - ص ٣٩٣؛ المختصر في أخبار البشر، جـ ٣، ص ١١٩؛ الذيل على الروضتين، ص ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>