للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل فيما وقع من الحوادث في السنة العاشرة بعد الستمائة (*)

استهلت هذه السنة والخليفة هو الناصر لدين الله، وسلطان مصر والشام الملك العادل أبو بكر بن أيوب، ونائبه بمصر ولده الملك الكامل محمد. وفي دمشق ولده المعظم عيسى، وصاحب بلاد الروم عز الدين كيكاوس السلجوقي، وقد ظفر بعمه طغريل شاه وأخذ [٣٤١] بلاده وقتله وذبح أكثر أمرائه وقصد ذبح أخيه علاء الدين كيقباذ، فشفع فيه أصحابه (١) فعفي عنه. وصاحب حلب وما والاها الملك الظاهر غازي بن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب. وولد له في خامس ذي الحجه ولد سماه محمدًا ولقبه الملك العزيز غياث الدين من صفية خاتون ابنه السلطان الملك العادل، واحتفل الظاهر لمولده احتفالًا عظيمًا، فمن ذلك أنه أمر الصياغ فصاغوا من الذهب والفضة طيورًا ووحوشًا على صيغة (٢) ما يعرفونه من الطير والوحوش وعملوا عشر مهود من الذهب والفضة، سوى ما عملوا من الأبنوس والعود والصندل ونسج للطفل ثلاث فرجيات من اللؤلؤ في كل فرجية أربعون حبة من الياقوت والبلخش والزمرد، وعمل له ثلاثة سيوف غُلفها [وقبضاتها (٣)] مرصع بالجوهر النفيس، وثلاثة (٤) رماح من ذهب أسنتها جوهر. وهذا الصبي الذي لقب بالملك العزيز هو والد الملك الناصر صاحب دمشق واقف الناصرتين (٥) وهو الذي أسره هلاون ملك التتار على ما سنذكره إن شاء الله تعالى.

[ذكر ما جرى في اليمن]

قد ذكرنا في سنة تسع وتسعين وخمسمائة أن المالك على اليمن كان المعز إسماعيل بن سيف الإسلام طغتكين بن أيوب ثم أنه قتل وأقيم أخوه الناصر وهو صغير،


(*) يوافق أولها ٢٣ مايو سنة ١٢١٣ م.
(١) ورد هذا الخبر في المختصر، ج ٣، ص ١١٥؛ مفرج الكروب، ج ٣، ص ٢١٩.
(٢) لمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذا الحدث. انظر، السلوك، جـ ١ ق ١، ص ٢١١ - ص ٢١٢. ط الثانية، مفرج الكروب، جـ ٣، ص ٢٢٠ - ص ٢٢١.
(٣) "قضبانها" كذا في الأصل وهو تحريف والمثبت كما في مفرج الكروب، جـ ٣، ص ٢٢١؛ السلوك جـ ١، ق ١، ص ٢١٢.
(٤) "ثلاث" في الأصل، والصحيح ما أثبتناه.
(٥) "ثلاث" في الأصل، والصحيح ما أثبتناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>