للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها عاد خوارزمشاه إلى خراسان فاتفق الأمراء البهلوانية والمماليك وقدّموا عليهم شخصًا من أعيانهم يسمي كوكجا، واستولوا على الرى وما جاورها من البلاد، وسار إلى أصفهان لإخراج الخوارزمية منها، فلما قاربها بلغه أن عسكر الخليفة عندها فأرسل إلى سيف الدين طغرل مقدم عسكر الخليفة يعرض نفسه على خدمة الديوان، ويكون له من الإقطاع الري وسارة وزنجان وقاشان (١) وما ينضم إليها من حدود مزدقان (٢) ويكون للديوان أصفهان وهمذان وقزوين فأجيب إلى ذلك وكتب له منشورًا وأرسلت له الخلع، فعظم شأنه وقوى أمره. (٣)

[ذكر بقية الحوادث]

منها أنه هبت ريح شديدة مظلمة مدلهمة بأرض العراق ومعها رمل أحمر حتى احتاج الناس إلى إشعال الأضواء بالنهار (٤)، ووقع من الركن اليماني قطعة وتحرك البيت الحرام مرارًا، وهذا شيء لم يعهده (٥) منذ بناه ابن الزبير وأعاده الحجاج وإلي هلم جرا.

ومنها أنه ظهر ببوصير (٦) -قرية بصعيد مصر وهي التي قتل فيها مروان الجعدي آخر خلفاء بني أمية- بيت هرمس الحكيم وفيه أمثلة كباش وضفادع وقوارير كلها نحاس وفيه أموات لم تبل ثيابهم (٧).

ومنها أنه ولي قوام الدين أبو طالب يحيى بن سعيد بن -زبادة (٨) كتابة الإنشاء ببغداد، وكان فاضلًا بليغًا ولكن لا كالفاضل.


(١) قاشان: مدينة قرب أصفهان تذكر قُم. انظر: معجم البلدان، جـ ٤، ص ١٥.
(٢) "مردغان" كذا في الأصل والتصحيح من معجم البلدان، جـ ٤، ص ٥٢٠.
(٣) نقل العينى هذا الحدث بتصرف من الكامل، جـ ١٠، ص ٢٣٩.
(٤) البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ١٢؛ الكامل، جـ ١٠، ص ٢٤٣.
(٥) مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٨٨؛ شذرات الذهب، جـ ٤، ص ٣٠٨.
(٦) "بوصير": إحدى قرى الجيزة. راجع معجم البلدان، جـ ٤، ص ٧٦٠.
(٧) مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٨٨.
(٨) "زيادة" كذا في الأصل والتصحيح من ابن خلكان.
هو أبو طالب يحيى بن أبي الفرج سعيد بن أبي القاسم هبة الله بن على بن فرغلى بن زباد الشيباني توفي سنة ٥٩٢ هـ. وفيات الأعيان، جـ ٦، ص ٢٤٤ - ص ٢٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>