للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتوح، وهو الداخل إلى الأندلس، الخثعمي السهيلي الإمام المشهور صاحب كتاب "الروض الأنف" في شرح السيرة لابن هشام، وله كتاب "التعريف والإعلام فيما أُبهم من القرآن من الأسماء والأعلام"، وله كتاب "نتائج الفكر" بمسألة رؤية الله في المنام، رؤية النبي -عليه السلام-، وغير ذلك. وقال ابن دحية أنشدني وقال له: ما سأل الله بها حاجة إلَّا أعطاها له، وكذلك من استعمل إنشادها.

يا من يرى ما في الضمير ويسمعُ … انت المُعَدّ لكل ما يُتَوَقَعُ

يا من يُرجَىَّ للشدائد كلها … يا من إليه المُشْتكى والمفْزَع

يا من خزائن رزقه في قول كُنْ … اُمْنُنْ فإنَّ الخير عندك أجمع

مالي سوى فَقْرِي إليك وسيلةٌ … فبالافتقار إليك فَقرى أدفع

مالي سوى قَرْعى لبابك حيلةٌ … فلئن رَدَدْتَ فأيَّ باب أقرَع؟

ومن الذي أدعو (١) وأهتف باسمه … إن كان فضلك عن فقيركَ يمنع؟

حاشى لمجْدِك أن يُقَنِّط عاصيًا … الفضلُ أجزلُ والمواهِبُ أوْسع (٢)

وأشعاره كثيرة وتصانيفه ممتعة. وكان ببلده يتسَّوغ بالعفاف ويتبلغ بالكفاف، حتى نمي خبره إلى صاحب مراكش فطلبه إليها وأحسن إليه، وأقبل بوجه الإقبال [عليه] (٣) إليه، وأقام بها نحو ثلاثة أعوام. ومولده سنة ثمان وخمسمائة بمدينة مالقَة، وتوفي بحضرة مراكش يوم الخميس ودفن وقت الظهر السادس [٢١] والعشرين من شعبان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، وكان مكفوفًا.

والخَثْعَمي: نسبة إلى خثعم بن أنمار، وهي قبيلة كبيرة. والسهيلي: بضم السين المهملة نسبة إلى سُهيل، قرية بالقرب من مالَقة، سميت باسم الكوكب لأنه لا يُرى في جميع الأندلس إلا من جبل مطل عليها.

ومالقة: بفتح اللام مدينة كبيرة بالأندلس، وقال السمعاني: بكسر اللام، وهو غلط.


(١) "أرجو" في البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٤٠.
(٢) وردت هذه الأبيات في البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٩٠؛ وفيات الأعيان، ج ٣، ص ٣٧١؛ شذرات الذهب، ج ٤، ص ٢٧١ ص ٢٧٢.
(٣) "إليه" في الأصل. والمثبت من وفيات الأعيان، ج ٣، ص ١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>