للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن كثير (١): ودفن بداره التى فى رأس درب الريحان (٢)، من ناحية الجامع، ولتربته شباك شرقى المدرسة الصدرية (٣) اليوم، وقد قال فيه ابن عنين (٤) الشاعر، وكان هجاء:

ما أقصر المصرى فى فعله … إذ جعل التربةَ فى داره

أراح للأحياء من رحمه … وأبعد الأمواتَ من ناره

البُلْدَجى (٥) الحنفى مصنف "المختار" فى مذهب أبى حنيفة (رضى الله عنه).

وهو الشيخ الإمام أبو محمد محمود بن مودود بن محمود بن بلدجى الحنفى الموصلى، وله (٦) بها مدرسة تعرف به، وكان من أبناء الترك، وصار من مشايخ العلماء الحنفية، وله دين متين وشعر حسن، وكانت وفاته بالموصل فى السادس والعشرين من جمادى الآخرة من هذه السنة، وله نحو من ثمانين سنة، أقول: ومن تصانيفه المشهورة: كتاب المختار وشرحه الاختيار، ونسبته إلى بلدجى أحد أجداده، وهو اسم تركى بضم الباء الموحدة، وسكون اللام، وفتح الدال المهملة، وكسر الجيم، وفى آخره ياء آخر الحروف ساكنة.

المعتمد (٧) والى دمشق، "مبارز" (٨) الدين ابراهيم بن موسى، ولد بالموصل، وقدم الشام فخدم فرخشاه بن شاهشاه بن أيوب، وتقلبت به الأحوال، واستنابه أخو فرخشاه لأمه بدر الدين مودود الشحنة بدمشق، ثم ولاه العادل الشحنكية (٩) استقلالا، فأحسن


(١) البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٢٤.
(٢) درب الريحان: من ناحية الجامع المبرور، وهو الجامع الأموى.
انظر: الدارس فى تاريخ المدارس، ج ٢، ص ٨٧.
(٣) المدرسة الصدرية: أنشأها صدر الدين أبى الفتح أسعد المنجا التنوضى العدل سنة ٦٣٠ هـ، وكانت بجوار الجامع فى زقاق الريحان.
انظر: خطط الشام، كرد على، ج ٦، ص ٩٩.
(٤) ابن عنين الشاعر: هو أبو المحاسن محمد بن نصر الله بن الحسين بن عُنَينْ الأنصارى الملقب شرف الدين، الكوفى الأصل، الدمشقى المولد الشاعر المشهور، كان خاتمة الشعراء لم يأت بعده مثله، ولد يوم الاثنين تاسع شعبان سنة ٥٤٩ هـ، وتوفى عشية نهار الاثنين لعشرين من شهر ربيع الأول سنة ٥٦٣ هـ، ودفن بمسجده الذى أنشأه بأرض المِزّة.
وفيات الأعيان، ج ٥، ص ١٧ - ص ١٨.
(٥) انظر: البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٢٥ - ص ١٢٦.
(٦) "وتم" فى الأصل، والتصحيح من البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٢٥.
(٧) انظر: الذيل على الروضتين، ص ١٥٠، ص ١٥١، البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٢٤؛ المرآة، ج ٨، ص ٤٢١، ص ٤٢٢.
(٨) "المبارك" فى الذيل على الروضتين، ص ١٥٠.
(٩) الشحنكية: يقال لها الشحنة، وصاحب الشحنة هو متولى رئاسة الشرطة.
انظر: سعيد عاشور: العصر المماليكي، ص ٤٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>