للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسيّب عياله، وجرى عليهم ما لم يجر على أقل الناس، فلما كان في أول الليل حملوا جدي إلى سفينة فأنزلوه فيها ونزل معه عبد السلام لا غير، وعلى جدى غلالة بغير سراويل وعلى رأسه تخفيفة (١)، وحدّرة إلى واسط، وكان ناظرها العميد ابن أمسيا، وكان متشيعًا، فقال له الركن: حرس الله أيامك، مكني من عدوى لأرميه في المطمورة. فعز عليه وزيره وقال: يا زنديق أرمي ابن الجوزي في المطمورة بقولك! هات خط الخليفة والله لو كان من مذهبي لخدمته وبذلت مالي وروحي في خدمته، فعاد عبد السلام إلى بغداد وأقام جدي في دار بدرب الديوان وعلى بابه بواب لا غير. وكان قد قارب ثمانين سنة فكان يخدم نفسه ويغسل ثوبه ويطبخ ويستقي الماء من البئر، ولم يدخل الحمام مدة خمس سنين مقامه بواسط (٢).

وكتب إلى بغداد أشعارًا كثيرة منها هذه الأبيات:

أحبَّهُ قلبي لو يُباعُ رجُوعُكم … علينا لكنا بالنفوس فديناكُمُ

فلا تحسبوا أني نسيتُ وِدَادَكُم … وإنِّى وإن طال المدى لست أنساكُمُ

وأسأل أنفاسَ الرياحِ لأنها … تمرُّ على أطلالِكُم وتَلقاكُمُ

قضى الله بالتفريق بيني وبينكم … فياليتنا من جملة ما عرفناكمُ (٣)

وكتب من كان وكان، ومن المواليا.

ثم قال السبْط: واختلفت الناس في كيفية محنة جدي والظاهر بن يونس، وما فعل ببيت عبد القادر، فأخذوا بالثأر من جدي وأهل بغداد يقولون شيئًا آخر والله أعلم. (٤)

وفيها .............................................. (٥)

وفيها حج بالناس ...................... (٦)


(١) التخفيفة: هي عمامة صغيرة على الرأس. انظر: ماير: الملابس المملوكية، ص ٣١ - ٣٢، ٤٥ - ٥٥.
(٢) نقل العينى هذه الأحداث من مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٨١.
(٣) نقل العينى هذه الأبيات من مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٨١، ص ٢٨٢.
(٤) نقل العينى هذا القول من مرآة الزمان، جـ ٨.
(٥) سقط في الأصل بمقدار سطر.
(٦) سقط في الأصل بمقدار نصف سطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>