للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خان على الأتابك، رجع وكاتب غياث الدين يخبره بذلك، فلحقه غياث الدين طالبًا للثأر، وقصد أصفهان ويغان طايسي بها، وصبّحه بظاهرها، فلم يريغان طايسي بدًا عن الخدمة ولا خروجا عن الطاعة، فقبل الأرض حين رآه، وعفّر وجهه في التراب، فزال ما في قلب غياث الدين من الوحشة بمواطأته على قتل أُدك خان، وزوّجه بأخته أيسي خاتون، وزفت إليه، واستوحش لذلك رفقاؤه من الأمراء، ففارقوا مخيمه، وأقاموا مجفلين إلى أن ترددت الرسل من غياث الدين إليهم في الإصلاح، فزال عنهم ماتوهموا، وعادوا إلى الخدمة، ماخلا أيدمر الشامي، فإنه توجه إلى الأتابك أزيك صاحب أذربيجان فقتل هناك، وتمكن غياث الدين من العراق ونفذت أوامره في مازندران وخراسان، فأقطع دولة ملك مازندران بأسرها فقوى على أمرها، ويغان طايسي همذان بأعمالها ونواحيها. ولما رجع دولة ملك إلى الخدمة قويت شوكة غياث الدين، فقصد أذربيجان وبها الأتابك أزبك، وشن الغارة على بلد مراغة وما يلي العراق من سائر أعماله، وأقام بأوجان (١)، وترددت رسل أزبك إليه، وزوّجه (٢) [٤٣٨] بأخته الملكة الجلالية صاحبة نخجوان (٣)، وعاد غياث الدين إلى العراق بعد تأكد أسباب الاتفاق (٤).

كان غياث الدين بالعراق بداري جيرانه من الملوك إلى أن قويت شوكته، وانضم إليه أُناس من العسكر السلطانية، واتفق إفلات أينانج إليه من حرب جرت بينه وبين التتار بظاهر جرجان (٥)، فأحسن إليه غاية الإحسان، وبالغ في إكرامه حتى نافسه في ذلك خالاء دولة ملك، وبلتي (٦) ملك، [وجنبه الأتابك] (٧) يغان طايسي، وهَمُّوا بقتله بغيًا وحسدًا على منزلته، وحين علم غياث الدين بما أضمروا له من الشر والغدر،


(١) أوجان: إحدى مدن أذربيجان. مسيرة منكبرتي، ص ١٤٧، حاشية (٥).
(٢) "زوج" كذا في الأصل والمثبت من سيرة منكبرتي، ص ١٤٧.
(٣) نخجوان: بلد بأقصى أذربيجان، وبعضهم يقول: نقجوان. انظر: معجم البلدان، ج ٤، ص ٧٦٧.
(٤) وردت هذه الأحداث في سيرة منكبرني، ص ١٤٤ - ١٤٧.
(٥) جرجان: مدينة عظيمة بين طبرسان وخراسان. انظر: معجم البلدان، ج ٢، ص ٤٩.
(٦) "تقى" كذا في الأصل والمثبت من سيرة منكبرتي، ص ١٤٨.
(٧) ما بين حاصرتين إضافة من سيرة منكبرني، ص ١٤٨ لاستقامة المعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>