للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حذَّرهم من ذلك، فتسحب كل واحد منهم إلى جهة، فاتفق حينئذ عود التتار ثالثا، وكان عودهم في هذه السنة إلى العراق وقد وجدوا شملهم مبدّد النظام، فوقعوا بدولة ملك بحدود زنجان (١)، فقتله شخص يسمي قذاق، ثم وقع التتار بيغان طايسي [عند] (٢) منصرفهم من زنجان، فنهبوا وقتلوا. ونجى بنفسه إلى حدود طارم (٣) وعاد التتار فعبروا جيحون منتصرين، وعاد من نجا منهم إلى غياث الدين فقوى بهم، ثم سار إلى أصطخر (٤) فملكها عنوة وأخربها، ثم ارتحل عنها إلى شيراز فدخلها عنوة، ثم صالح أهلها على مال وآمتهم، ومات أينانج خان هناك فدفن بشعب سلمان (٥). ثم سار غياث الدين إلى حدود رامه (٦) من بلاد بغداد فأخلاها علم الدين قيصر نائب الديوان العزيز (٧).

وفي تاريخ بيبرس: وفي هذه السنة عاد التتار ثالثة إلى العراق فوجدوا الأمراء العراقية على غير اتفاق، فوقعوا بدولة ملك بحدود زنجان فقتلوه، وحاق به شر غدره بابن أخته غياث الدين، وتسحب ولده بركة خان وكان طفلًا على جادة أذربيجان إلى أن وصل إلى تبريز، فأقام عند الأتابك أزبك، فعطف به وأحسن إليه، وأقام عنده إلى أن عاد السلطان جلال الدين خوارزم شاه من الهند، وملك تبريز، فلحق بركة خان بن دولة ملك بخدمته. وأما أيغان طايسي فإن التتار وقعوا به عند منصرفه من زنجان، فنهبوا جلة سواده، ونجا بنفسه وعرسه إلى حدود طارم، وعاد التتار فعبروا جيحون، وعاد من نجا من الأمراء إلى غياث الدين بوجوه سوّدها العصيان (٨).


(١) زَنْجان: إحدى المدن الكبرى في أقصى شمال بلاد الجبل، وعلى الحدود الجنوبية لأذربيجان، وتنتسب إليها جبال زنجان، والعجم يقولون زنكان.
انظر: معجم البلدان، ج ٢، ص ٩٤٨؛ القلقشندي، صبح الأعشى، ج ٤، ص ٣٦٩.
(٢) ما بين حاصرتين إضافة من سيرة منكبرتي لاستقامة المعنى، ص ١٤٩.
(٣) طارم: أحد الأقاليم الجبلية المشرفة على مدينة قزوين.
انظر: سيرة منكبرتي، ص ١٤٩، حاشية (٤).
(٤) "اصطخر" من أهم وأقدم مدن فارس وحصونها. معجم البلدان، ج ١، ص ٢٩٩.
(٥) شعب سلمان، طريق في الجبل من بلاد فارس.
انظر: سيرة منكبرتي، ص ١٥٠، حاشية (٣).
(٦) "أمهر" كذا في سيرة منكبرتي، ص ١٥٠.
(٧) وردت هذه الأحداث في سيرة منكبرتي، ص ١٤٨ - ص ١٥٠.
(٨) ورد هذا الخبر بتصرف في سيرة منكبرتي، ص ١٤٨ - ص ١٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>