للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمير فخر الدين جهاركس (١): مقدم الصلاحية وكبيرهم، توفي في هذه السنة بدمشق، ودفن بجبل الصالحية، وتربته مشهورة هناك، وهو الذي بني القيسارية (٢) المعروفة به بالقاهرة. وقال ابن خلكان: جهاركس بن عبد الله الناصري الصلاحي الملقب فخر الدين كان من كبراء أمراء الدولة الصلاحية، وكان كريماً نبيلاً رفيع القدر عالي الهمة، بني بالقاهرة القيسارية الكبيرة المنسوبة إليه، رأيت جماعة من التجار الذين طافوا البلاد يقولون: لم ير مثلها في شيء من البلاد في حسنها وعظمها وإحكام بنائها. وبنى بأعلاها مسجداً كبيراً وربعاً معلقاً. وجهاركس بكسر الجيم وفتح الهاء بعد الألف راء مهملة ثم كاف مفتوحة ثم سين مهملة، ومعناه بالعربي أربع أنفس.

الملك الأوحد نجم الدين أيوب ابن الملك العادل بن أيوب صاحب أخلاط: توفي في هذه السنة، فسار أخوه الملك الأشرف وملك أخلاط، واستقل بملكها مضافاً إلى ما بيده من البلاد الشرقية، فعظم بشأنه ولقب شاهرمن.

السلطان غياث الدين (٣) كيخسرو ابن قليج أرسلان السلجوقي: قتل في هذه السنة، قتله الملك الأشكري وملك بعده ابنه كيكأوس بن كيخسرو وقد تقدم الكلام فيه مستوفي في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، فلينظر هناك.

السلطان الملك العادل (٤) نور الدين أبو الحارث أرسلان شاه بن عز الدين مسعود ابن قطب الدين مودود بن عماد الدين زنكي، صاحب الموصل، وهو ابن أخ الملك العادل نور الدين محمود الشهيد، وكان ملكاً شهماً عارفاً بالأمور، وانتقل إلى مذهب الإمام الشافعي (رحمه الله)، ولم يكن في بيته شافعي سواه، وبنى مدرسة للشافعية بالموصل قَلّ أن توجد مدرسة مثلها في حسنها، وتوفي ليلة الأحد التاسع والعشرين من رجب سنة سبع وستمائة في شبارة (٥) بالشط ظاهر الموصل. والشبارة عندهم هي الحراقة


(١) انظر ترجمته في وفيات الأعيان، جـ ٣، ص ٣٨١.
(٢) تسمى قيسارية جهاركس بناها الأمير جهاركس سنة ٥٩٢ هـ وكانت قبل ذلك يعرف مكانها بفندق الفراخ بالقاهرة. انظر الخطط، جـ ٢، ص ٨٧ - ص ٨٩.
(٣) انظر، العيني، عقد الجمان، جـ ٢، ص ٢٥٦.
(٤) انظر ترجمة الملك العادل نور الدين أرسلان شاه في الكامل، جـ ١٠، ص ٣٥٣ - ص ٣٥٥؛ البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٦٧.
(٥) عن الشبارة، انظر ما سبق جـ ١، ص ٢٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>