للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣٣٢] مظفر (١) بن شاشير الواعظ الصوفي البغدادي: ولد سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة، وسمع الحديث وكان يعظ في الأعزية، والمساجد والقرى، وكان ظريفاً مطبوعاً، وكان يسكن دار العميد عند الصوفية، فتوفي في محرم هذه السنة، ودفن عند قبر معروف الكرخي (رحمه الله)، سمع أبا الوقت (٢) وطبقته، واجتاز يوماً على قصاب يبيع لحماً هزيلاً والقصاب ينادي أين من حلف لا يغبن، فقال له ابن شاشير حتى تحنثه. وقال: خرجت يوماً إلى بعقوبا (٣) فتكلمت بها في الليل في جامعها، فقام واحد فقال: عندي نصفيه. وقال آخر: وعندي نصفيه. فعدوا نحو خمسين نصفيه. فقلت في نفسي: استغنيت الليلة. فلما أصبحنا وإذا في زاوية المسجد مقدار كارة شعير، فقلت: ماهذا؟ قالوا: النصافي كل كيل شعيرِ نصفيّة. قال: وجلست يوماً بباب جسرا فجمعوا شيئًا ما أعلم ما هو، فلما أصبحنا إذا في جانب المسجد صوف الجاموس وقرونه، فقام واحد ينادي عليه ويقول: من يشتري صوف الشيخ وقرونه؟ فقلت: ردوا صوفكم وقرونكم إليكم مالي بها حاجة. (٤)

يحيى (٥) بن أبي الفتح بن الطباخ الحراني الضرير: قدم بغداد وأقام بها مدة يتفقه على مذهب أحمد بن حنبل (رحمه الله)، وسمع الحديث، وقرأ النحو على أبي البقاء العكبري وغيره، وعاد إلى حران فأقام بها إلى أن توفي، سمع شهدة وعبد الحق بن يوسف وابن الخشاب وغيرهم، وكان فقيراً صبوراً صالحاً.

قال السبط: واجتزت بحران في سنة ثلاث وستمائة، وسمعت عليه الحديث.


(١) انظر ترجمته في الذيل على الروضتين، ص ٧٧؛ مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٦١ - ص ٣٦٢؛ البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٦٧.
(٢) أبو الوقت: هو عبد الأول بن أبي عبد الله عيسى بن شعيب بن إبراهيم بن إسحاق السِّجزي، من رواة الحديث، عالي الإسناد. توفي سنة ٥٥٣. وفيات الأعيان، ج ٣، ص ٢٢٦ - ص ٢٢٧.
(٣) بعقوبا: قرية كبيرة كالمدينة بينها وبين بغداد عشرة فراسخ، من أعمال طريق خراسان. معجم البلدان، جـ ١، ص ٦٧٢.
(٤) انظر ترجمته في المرآة، جـ ٨، ص ٣٦٢، الذيل على الروضتين، ص ٧٧؛ البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٦٧.
(٥) انظر ترجمته في مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>