للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال السبط: وأنشدني أبو عمر لنفسه.

ألم يك ملهاة عن اللهو (١) أنني … بدا لي شيب الرأس والضعف والألم

أَلمَّ بي الخطب الذي لو بكيته … حياتي حتى ينفد الدمع لم ألم

وأنشدني لغيره:

لي حيلة فيمن ينم … وليس في الكذاب حيلة

من كان يخلق ما يقول … فحيلتي فيه قليلة

ابن طبرزد شيخ الحديث: عمر بن محمد بن معمر بن يحيى، المعروف بأبي حفص بن طبرزد البغدادي الدارقَزِّي، ولد سنة عشر وخمسمائة، وسمع الكثير وأسمع، وكان [خليعا] (٢) ظريفاً ماجناً، وكان يؤدب الصبيان، وكان يُعلم الصبيان بدار القز (٣)، قدم مع حنبل بن عبد الله المكبر إلى دمشق فسمع أهلها عليهما وحصل لهما أموال، وعاد إلى بغداد، فمات حنبل في سنة ثلاث وستمائة وتأخر هو إلى هذه السنة فمات فيها، وله سبع وتسعون سنة، وترك مالاً جيداً، ولم يكن له وارث إلَّا بيت المال، ودفن بباب حرب ببغداد.

ابن سكينة عبد الوهاب (٤) بن على بن على بن ضياء الدين أبو محمد: المعروف بابن سكينة الصوفي البغدادي، كان يعد من الأبدال، سمع الكثير وأسمعه ببلاد شتي، وكان مولده في سنة تسع عشرة وخمسمائة، وكان صاحباً للشيخ أبي الفرج بن الجوزى، ملازماً لمجلسه، وكان يوم جنازته مشهوداً لكثرة الخاصة والعامة، وكانت وفاته في ربيع الآخر، وصلى عليه بجامع [القصر] (٥) ودفن إلى جانب رباط الزوزني.


(١) "الزهد" في مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٦١.
(٢) "هليعا" كذا في الأصل والمثبت من البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٦٧.
(٣) دار القز: محلة كبيرة في طرف الصحراء بين البلد وبينها فرسخ. انظر: معجم البلدان، جـ ٢، ص ٥٢٢.
(٤) انظر ترجمته في الذيل على الروضتين، ص ٧٠، البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٦٧؛ شذرات الذهب، جـ ٥، ص ٢٥ - ص ٢٦.
(٥) "العصر" كذا في الأصل والمثبت من الذيل على الروضتين، ص ٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>