للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها (١) أن الشيخ شهاب الدين السُهّروردي عاد من دمشق بهدايا الملك العادل إلى بغداد ومعه شمس الدين الدكز أستاذ الدار للعادل، فتلقى الموكب الدكز، وأعرض عن الشيخ شهاب الدين ونقم عليه، حيث مد يده إلى الأموال بالشام وحضر دعوات الأمراء أسامة وغيره. وقد كان قبل الرسالة زاهدًا فقيرًا، وحصل أموالًا جزيلة، وأخذ منه الربُط التي كانت بيده، منها رباط الزوزني، ومنها المرزبانيه، ومُنع من الوعظ، وقال: ما قبلت هذه الأموال إلا لأفرقها في فقهاء بغداد. وشرع يفرق المال والثياب في الزوايا والرُبُط، وقد أغنى خلقًا كثيرًا من فقراء الشام والعراق. قال أبو شامة (٢): ثم خلع الخليفة على الدكز الأستاذ دار، وعاد إلى الشام بالهدايا والتحف. ومنها (٣) أن نيسابور زلزلت زلزلة عظيمة ودامت عشرة أيام، فمات تحت الهدم خلق كثير.

ومنها (٤) أن في المحرم منها تكامل بناء دار الضيافة التي أنشأها الخليفة بالجانب الغربي من بغداد للحاج والمارة، لهم الضيافة ما داموا نازلين بها، فإذا عزم أحدهم على السفر زود وكسي وأعطى بعد ذلك كله دينارًا للسفرة، وكان ابتداء ترتيبه لذلك في رمضان من السنة الماضية.

ومنها أنه (٥) فخر الدين بن تيمية خطيب حران عاد من الحج إلى بغداد وجلس بباب بدر للوعظ، وحضر محيي الدين يوسف بن الشيخ أبي الفرج بن الجوزي، فشرع ابن تيمية في الوعظ، ومدح الخليفة، وأنشد في أثناء كلامه.

وابن اللبون إذا ما لز في قرن … لم يستطع صولة البُزل القناعيس (٦)

فقالت الناس: ما قصد إلا محيي الدين لكونه شابًا ابن خمس وعشرين سنة.


(١) ورد هذا الخبر في البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٥٧، الجامع المختصر، ج ٩، ص ٢٥٩، الذيل على الروضتين، ص ٦٤.
(٢) الذيل على الروضتين، ص ٦٥.
(٣) الكامل، ج ١٠، ص ٣٤٧؛ الذيل على الروضتين، ص ٦٥، مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٥١.
(٤) ورد هذا الخبر بتصرف في البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٥٩؛ الجامع المختصر، ج ٩، ص ٢٥٨ - ص ٢٥٩؛ الذيل على الروضتين، ص ٦٤؛ مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٥١.
(٥) البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٥٩؛ الذيل على الروضتين، ص ٦٥.
(٦) القناعيس: هي النوق القوية، والرجل الشديد المنيع، والمفرد "قِنْعاس". القاموس المحيط، مادة "قنس".

<<  <  ج: ص:  >  >>