للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال القاضي: فلما حضرنا عند السلطان عرضت عليه هذا الحديث، فبادر إلى الرضى بهذه القاعدة معتقدًا أن ملك الإنكتار لا يوافق على ذلك أصلًا، وأن هذا منه هُزْؤٌ ومكر. قال: ثم عدنا إلى الملك العادل وعَرَّفناه بذلك (١).

ولما كان يوم الأربعاء الثاني من شوال، سار ابن النحّال رسولًا من جانب العادل والسلطان أيضًا إلى ملك الإنكتار، فلما عرف بقدومه أنفذ إليه من قال له: إن الملكة أخت الملك عرض عليها أخوها حديث النكاح، فسخطت من ذلك وغضبت، وأنكرت أن يكون ذلك إنكارًا شديدًا، وحلفت أنه لا يكون أصلًا. ثم قال أخوها: إن كان الملك العادل يتنصّرُ فأنا أتمم ذلك. فعاد الرسول بذلك وأخبر العادل والسلطان به، وتحقق ما قاله السلطان (٢).

ومنها أن في يوم السبت خامس شوال وصل الخبر من الأصطول الإسلامي أنه استولى على مراكب الإفرنج، وفيها مركب يعرف بالمسطح، قيل: إنه كان فيه خمسمائة نفر وأكثر، وإنه قتل منهم خلق عظيم، واستبقى منهم أربعة أنفس وهم كبار مذكورون، فسُرَّ المسلمون بذلك وضربت البشائر (٣).

ومنها أن في يوم الأحد سادس شوال جمع السلطان أكابر الأمراء وأرباب الآراء من دولته وشاورهم في أن الإفرنج قد أجمعوا على الخروج، وأنه كيف يصنع في ذلك؟ فاتفقت آراؤهم على الإقامة في منزلتهم بعد تخفيف الأثقال، فإن خرجوا لاقوهم.

وفي عشية هذا اليوم استأمن من الإفرنج اثنان فارسان، وأخبرا أنهم على عزم الخروج يوم الثلاثاء، وأنهم زهاء عشرة آلاف فارس، ولكن لا يُعرف قصدهم. ثم جاء أسير مسلم هرب منهم وأخبر أنهم قد أظهروا الخروج إلى الرملة، ثم يتفقون فيها على موضع يقصدونه. ولما تحقق السلطان ذلك [١٣٠] أمر بتجهّز العسكر وشدّ الرايات، وإنه يقف قبالتهم إن خرجوا. وسار يوم الاثنين (٤) حتى أتي قِبلي كنيسه الرملة، فخيم هناك


(١) نقل العينى هذا الحدث بتصرف من النوادر السلطانية، ص ١٩٥.
(٢) نقل العينى هذا الحدث بتصرف من النوادر السلطانية، ص ١٩٦.
(٣) نقل العينى هذا الحدث بتصرف من النوادر السلطانية، ص ١٩٦.
(٤) الموافق السابع من شوال. انظر: النوادر السلطانية، ص ١٩٦ - ١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>