للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن حُولوا في سنة إحدى وسبعين وستمائة، وبنى الاعتقال دارًا، قلت: كانت إحدى وسبعين وستمائة من أيام السلطان الملك الظاهر بيبرس رحمه الله، والثلاثه من الملوك الأيوبية هم: الملك الكامل محمد وابنه الملك الصالح نجم الدين أيوب (١).

ومنها (٢) أنه رُكبت الساعات بمئذنة العروس في الجامع الأموي وشرعوا في بناء البرج الذي تجاه المدرسة القيمرية. (٣)

ومنها (٤) أن في غرة ذي القعدة شهد محيي الدين أبو محمد يوسف بن الشيخ أبي الفرج بن الجوزي عند قاضي القضاة أبي القاسم الدامغاني، فقبله وولاه حسبة (٥) جانبي بغداد وخلع عليه خلعة سوداء بطرحة (٦) كحلية، وبعد عشرة أيام جلس للوعظ وحضر عنده خلق كثير، وبعد أربعة أيام من يومئذ درس بمشهد الإمام أبي حنيفة - رضي الله عنه - ضياء الدين أحمد بن مسعود المركستاني الحنفي وحضر عنده الأعيان والأكابر.

ومنها أن الخليفة قبض على وزيره ابن المهدي العلوى وذلك لأنه نسب إلى أنه يروم الخلافة وقيل غير ذلك من الأسباب، والمقصود أنه حبس بدار طاشتكين الأمير حتى مات بها، وكان جبارًا عنيدًا قدّمه الشعراء حتى قال بعضهم فيه:

خليلي قولا للخليفة أحمد … توقّ وقيت السوء ما أنت صانعُ

وزيرك هذا بين أمرين منهما … صنيعك يا خير البرية ضائع

فإن كان حقًا من سلالة حيدر … فهذا وزير في الخلافة طامعُ

وإن كان فيما يدعي غير صادق … فأضيع ما كانت لديه الودائع

وقد قيل: إنه كان عفيفًا عن الأموال، حسن السيرة، جيد المباشرة والله أعلم.


(١) فراغ بمقدار ثلاث كلمات، والملك الثالث من الملوك الأيوبية هو الملك المعظم نوران شاه.
(٢) ورد هذا الخبر في نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ٤١.
(٣) المدرسة القيمرية: أنشأها مقدم الجيوش ناصر الدين القيمري حسين بن عبد العزيز، بسوق الحريميين - انظر النعيمي، الدارس، ج ١، ص ٤١.
(٤) انظر البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٥٤.
(٥) الحسبة: من الوظائف الدينية، ومن يقوم بها يطلق عليه اسم المحتسب، ومن أهم أعماله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن أعماله مراقبة الأسواق والتعيين على البيمارستانات والكتاتيب … الخ. صبح الأعشى، ج ٣، ص ٤٨٧.
(٦) الطرحة: غطاء للرأس، وهو كساء يلقى على الكتف أيضًا. المعجم الوجيز، مادة "طرح".

<<  <  ج: ص:  >  >>