للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي تحمل معه في ترابها، ويمنعون منه ابن السبيل إلى المسجد الحرام حتى مات خلق كثير بسبب ذلك، فلما رجع مع الناس لعنته العامة ولم يحتفل به الخاصة ولا أرسل إليه الخليفة أحدًا، وخرج والعامة ورآه يرجمونه ويلعنونه، وسماه الحاج في هذه السنة صدر جهنم. (١)

وفي المرآة: وقدم الحاج من مكة في صفر وحكوا ما لقوا من صدر جهان، وشدة العطش ولم يخرج أحد إلى لقائه ولعنوه في وجهه وسبوه في الأسواق، وكتبوا لعنته على المساجد والجوامع، [وكان] (٢) النساء يخرجن صارخات [منشرات] (٣) الشعور يلطمن على موتاهن ويقلن: العنوا صدر جهنم.

قال السبط: وحججت أنا في هذه السنة ورأيت من الموتى ما أذهلني وخصوصًا في النقرة (٤) والعُسَيلة (٥)، فإني رأيت فيها ما يزيد على خمسة آلاف ميت، ومشينا ثلاثة أيام في الأموات.

ومنها أن الخليفة رتب في رمضان دور [المضيف (٦)] ببغداد من الجانبين عشرين دارًا، في كل دار في كل ليلة خمسمائة قدح وألف رطل من الطبيخ الخاص والجنزالنقي والحلواء وغير ذلك مستمر في كل رمضان.

وفيها ( ................................................................ ) (٧)

وفيها حج بالناس من العراق مجاهد الدين ياقوت، وقال السبط ابن الجوزي (٨): وحججت معه وهي أول حجاتي، وكانت الوقفه يوم الأربعاء وعدتُ إلى العراق. وحج


(١) ورد هذا الخبر في مرآة الزمان ج ٨، ص ٣٤٧؛ الذيل على الروضتين، ص ٥٩، كما ورد مختصرًا في الكاملة ج ١٠، ص ٣٣١.
(٢) كن: كذا في الأصل والمثبت هو الصحيح.
(٣) منتشرات: كذا في الأصل. والمثبت هو الصحيح، انظر: مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٤٧.
(٤) مكان بطريق مكة وهو من منازل حاج الكوفة. معجم البلدان، ج ٤، ص ٨٠٤.
(٥) العُسيلة، ماء في جبل القَتَان، شرقي سميراء وهو منزل بطريق مكة. انظر، معجم البلدان، ج ٣، ص ٦٧٨.
(٦) الضيف كذا في الأصل، والمثبت في مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٤٨.
(٧) فراغ في الأصل بمقدار سطر.
(٨) مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>