للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن كثير (١): لما استحوذ جلال الدين على بلاد أذربيجان استحوذ على مال كثير من بلاد الكرج، فإنه كسر الكرج، وهم سبعون ألف مقاتل فقتل منهم عشرين ألفا، وفتح تفَليْسَ (٢) فقتل منها ثلاثين ألفا. وزعم أبو شامة (٣): أنه قتل من الكرج سبعين ألفا في المعركة وقتل من تفليس تمام المائة ألف، وقد اشتغل بهذه الغزوة عن قصد بغداد (٤).

وفي المرآة (٥): وفي ربيع الأول وصل خوارزم شاه جلال الدين إلى دقوقا (٦) فافتتحها عنوة، وأوقع السيف في أهلها، ونهب أموالهم، وسبى حريمهم، وهتك نساءهم، وأحرق البلد وهدم سوره، وكانوا قد عصوا عليه وسبُّوه من الأسوار، وبالغوا في شتمه، وعزم على قصد بغداد، فانزعج الخليفة وأخرج المال، وفرق في العساكر ألف ألف دينار، ونصب المجانيق على الأسوار، وفرق السلاح، وفتح الأهراء (٧). وقال السبط (٨): ح كي لي المعظم (رحمه الله) قال: كتب إلى جلال الدين يقول: تحضر أنت ومن عاهدني واتفق معي حتى نقصد الخليفة فإنه كان السبب في هلاك أبي ومجيئ الكفار إلى البلاد، ووجدنا كتبه إلى الخطأ (٩) وتواقيعه لهم بالبلاد والخيل والخلع. وقال المعظم: فكتبت إليه: أنا معك على كل أحد إلا على الخليفة فإنه إمام المسلمين. قال: وبينما هو على عزم بغداد، وكان قد جهز جيشا إلى الكرج إلى تفليس، فكتبوا إليه: أدركنا فما لنا بالكرج طاقة، وبغداد ما تفوت. فسار إلى تفليس فخرج إليه الكرج، فضرب معهم


(١) البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١١٤.
(٢) تفليس: بلد بأرمينيا الأولى، وهي قصبة ناحية جرزان قرب باب الأبواب، وتقع على نهر أرس.
انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٨٥٧ - ص ٨٥٩.
(٣) الذيل على الروضتين، ص ١٤٤.
(٤) سيرة جلال الدين منكبرتي، ص ٢١١ - ص ٢١٢؛ الذيل على الروضتين ص ١٤٤؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١١٤.
(٥) سبط ابن الجوزي، ج ٨، ص ٤١٧.
(٦) دقوقا: مدينة بين أربل وبغداد. انظر: معجم البلدان، ج ٢، ص ٥٨١.
(٧) الأهراء: هي حواصل لخزن أنواع الغلال المتنوعة وتحمل إليها من جهات مختلفة ولا تفتح إلا عند الضرورة. وللأمراء ديوان له ناظر، وتعرف الأهرام في مصطلحنا الحديث بالشونة.
انظر: مصطلحات صبح الأعشى، ج ١٥، ص ٥٢.
(٨) مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤١٧. ص ٤١٨.
(٩) الخطا: هم قبائل أسسوا دوله لهم في إقليم التركستان في مستهل القرن السادس الهجري، الثاني عشر الميلادي على يده "بي لوتاشي"، وقامت هذه الدولة على الحدود الشرقية للأقاليم الإسلامية.
انظر: صيرة منكبرتي، ص ٣٦، حاشية (٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>