للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملك العادل عمه، ثم كان ملك الديار المصرية بعد أخيه العزيز عثمان، فأخذها منه عمه العادل أيضا، ثم اقتصر على ملك صرخد (١) فأخذها منه العادل، ثم آل به الحال أن كان ملك شميساط، وبها توفى في هذه السنة. وكان موته فجاءة في شهر صفر وعمره سبع وخمسون سنة، ونقل إلى حلب ودفن بتربته بظاهر حلب بالقرب من مشهد الهروى (٢)، وملك البلده بعده أخوه المفضل قطب الدين موسى بن صلاح الدين، وهو شقيقه، وكان الأفضل فاضلا متأدبا حليما عادلا جامعا للفضائل والمناقب، إلا أنه كان قليل الحظ والسعادة، ولم ينتظم له حال منذ توفى والده صلاح الدين، وكان جيد الشعر، فمن شعره قوله في خضاب الشعر، وتعرض فيه بسوء حظه:

يا من يسود شعره بخضابه … لعساه من أهل الشبيبة يحصل

ها فاختضب بسواد حظى مرة … ولك الأمان بأنه لا ينصل (٣)

وله أيضا:

أما آن للسعد الذى أنا طالب … لإدراكه يوما يرى وهو طالبى

ترى هل يرينى الدهر أيدى شيعتى … تمكن يوما من تواصى النواصب

وقال ابن خلكان (٤): كانت ولادته يوم عيد الفطر وقت العصر، سنة ست، وقيل: خمس وستين وخمسمائة بالقاهرة، ووالده صلاح الدين يومئذ وزير المصريين، وشميساط بضم الشين المعجمة، وفتح الميم، وسكون الياء آخر الحروف، وفتح السين المهملة، وبعد الألف طاء مهملة، وهى قلعة في بر الشام على الفرات من ناحية بلاد الروم بين قلعة الروم وملطية.


(١) صرخد: بلد ملاصق لبلاد حَوْران من أعمال دمشق، وهى قلعة حصينة، وولايه حسنة.
انظر: معجم البلدان، ج ٣، ص ٣٨٠.
(٢) مشهد الهروى: هو مشهد الشيخ على الهروى بالقرب من المقبرة المعروفة بالمقام على جانب الطريق في مدينة حلب. وفيات الأعيان، ج ١، ص ٢١٢.
(٣) ورد هذان البيتان في مفرج الكروب، ج ٤، ص ١٥٧؛ المختصر، ج ٣، ص ١٣٥.
(٤) وفيات الأعيان، ج ٣، ص ٤٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>