للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صَحَّتْ بِهِ مِصْرُ وَكَانَتْ قَبْلَهُ … تَشْكُو سِقَامًا لَمْ تُعَنْ (١) بِطَبِيبِ

عَجَبًا لمُعْجزَة أَتَتْ في عَصْره … وَالدَّهْرُ وَلَّادٌ لِكُلِّ عَجِيبِ

رَدَّ الإله بِهِ قَضِيَّةَ يُوسُف … نَسْقًا عَلَى ضَرْبٍ منَ التَّقْرِيبِ

جاءَتْهُ إخْوَتهُ وَوَالِدُهُ إلَى … مِصْر عَلَى التَّدْرِيجِ وَالتَّرْتيبِ

فَاسْعَدْ بأَكْرَمِ قَادِم وبدولة … قَدْ سَاعَدَتْكَ رِيَاحُهَا بِهُبُوبِ

وفي تاريخ الدولتين (٢): وكان بهروز المذكور يُنَفَّذ أمره في جميع العراق إلى البصرة، إلى الموصل، إلى أصفهان. وكانت خيله خمسة آلاف فارس، فأقر نجم الدين في ولاية تكريت، وأضاف إليه النظر في جميع الولاية المتاخمة له، وقرر أمره عند السلطان مسعود (٣).

ثم إن عماد الدين زنكي والد نور الدين محمود طمع في أخذ بغداد، ووصل الخبر إلى قراجا الساقي (٤)، وهو أتابك [ابن] (٥) السلطان محمود، فجرد ألف فارس للقاء زنكي، فانهزم زنكي، وقتل جماعة من أصحابه، ونهب جميع ما كان معه في عسكره، وجاء إلى تكريت وبه عدة جراحات. وعلم مكانه الأمير نجم الدين وأخوه شيركوه، فأحسنا إليه وداويا جراحاته، وخدماه أحسن خدمة، فأقام عندهما بتكريت خمسة عشر يومًا، ثم سار إلى "الموصل وأعوزه" (٦) الظهر، فأعطياه "جميع ما كان عندهما من الظهر" (٧) حتى أنهما أعطياه جملة من البقر، حمل [عليها] (٨) ما سلم معه من أمتعته، فكان زنكي بري لنجم الدين أيوب هذه اليد، ويواصله بالهدايا والألطاف مدة مقامه في


(١) "يعن" في الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٤٦٣.
(٢) الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٣٦.
(٣) "وكان" أضافها العيني بعد كلمة مسعود. ووجودها يخل بالنص.
(٤) قراجا الساقي: اسمه برس صاحب بلاد فارس وخوزستان. انظر: وفيات الأعيان، ج ٧، ص ١٤٢ في ترجمة صلاح الدين يوسف.
(٥) ما بين الحاصرتين مثبت من الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٣٧.
(٦) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ب.
(٧) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ب.
(٨) "عليهما" كذا في نسختى المخطوطة أ، ب. والمثبت من الروضتين ج ١ ق ٢، ص ٥٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>