للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وفي سنة ست وعشرين طلب الأنبرور من السلطان تبنين (١) وأعمالها بحكم أن صاحبتها بنت الهنفري، ودخلت عليه فسألته، فأنعم السلطان عليه بها، ودخلت في نسخة المهادنة التي بين الأنبرور وبين السلطان وانتظم الصلح مدة عشر سنين [وخمسة أشهر وأربعين يوما] (٢) وتسلم الأنبرور مدينة القدس ومدينة لدْ والأماكن التي على طريقه (٣). وسنذكر بقية ذلك في السنة الآتية إن شاء الله تعالي.

وفي تاريخ بيبرس: وفيها قدم الأنبرور فردريك (٤) ملك الإفرنج إلى عكا في جمع كثير من الألمانية وغيرها من الفرنج، ومعنى هذا الاسم بالفرنجية ملك الأمراء ومملكته جزيرة صقلية (٥)، ومن البر الطويل بلاد أنبولية (٦) (٧) والأنبردية (٨).

وكان الأنبرور ملكا متميزا عالما، يحب الحكمة والمنطق والطب، ولما وصل نسب الكامل به ولم يمكنه دفعه ومحاربته لما تقدم بينهما من الاتفاق، ولأنه كان يؤدي ذلك إلى فوات أغراضه التي كان في ذلك الوقت بصددها فراسله ولاطفه (٩).

وبعد وصوله إلى عكا شرع الفرنج في عمارة صيدا، وكانت مناصفة بينهم وبين الفرنج، وسورها خراب، فعمروها واستولوا عليها، وأزالوا عنها حكم المسلمين، ولم يزل الأنبرور بعكا، والرسل مترددة بينه وبين الكامل إلى أن خرجت هذه السنة (١٠).


(١) تبنين: بلدة في جبال بني عامر المطلة على بلد بانياس بين دمشق وصور.
انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٥٢٤.
(٢) ما بين محاصرتين إضافة من أخبار الأيوبيين، حيث ينقل عنه العيني، ص ١٦.
(٣) إلى هنا توقف العيني عن النقل من أخبار الأيوبيين، ص ١٦.
(٤) الأنبرور فردريك: هو الأنبرطور فردريك الثاني امبراطور الدولة الرومانية المقدسة (١١٩٤ - ١٢٥٠).
انظر: مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٠٦، حاشية (٦).
(٥) جزيرة صقلية: هي جزيرة خصيبة كثيرة البلدان والقرى والأمصار، وصقلية مدينة في البر الشمالي الشرقي الذي عليه مدينة قسطنطينية. انظر: معجم البلدان، ج ٣، ص ٤٠٦.
(٦) بلاد أنبولية: وتكتب أيضا أنبلُونَة، وهي مدينة قديمة على البحر المغربي بنواحي إفريقية قريبة من تونس، وهي من عمل شطفورة. وهي مملكة على بحر الروم عند فم جون البنادقة من غريبه.
انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٣٧٠؛ مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٠٦، حاشية (٦).
(٧) الأنبردية: أو أنْبَرْدْوَان، وهي من قوى بخارا. انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٣٦٩.
(٨) وردت هذه الأحداث في الكامل، ج ١٢، ص ٤٧٧ - ص ٤٧٨؛ مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٣٣ - ص ٢٣٤؛ المختصر في أخبار البشر، ج ٣، ص ١٤١؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٣٢.
(٩) ورد هذا الخبر في مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٣٤ - ص ٢٣٥، المختصر، ج ٣، ص ١٤١.
(١٠) ورد هذا الخبر في الكامل، ج ١٢، ص ٤٧٨؛ مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٣٥؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٣٢؛ السلوك، ج ١ ق ١، ص ٢٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>