للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمير عماد (١) الدين بن الشيخ على فاطمة (٢) خاتون -وهي شقيقة العادل أبي بكر بن الكامل- على صداق مبلغه خمسون ألف دينار، وقبل النكاح عن الملك العزيز القاضي بهاء الدين المذكور (٣).

ولما طالت مدة الحصار، ونفد ما في يد الملك الناصر من الأموال والذخائر، علم أنه لا قبل له بعمه الكامل، فخرج ليلا من قلعة دمشق في العشر الآخر من رجب، وقصد جهة الدهليز (٤) في نفر يسير من أصحابه، وبلغ عمه مجيؤه فخرج إليه وتلقاه وأكرمه إكراما كثيرا، وطيب قلبه، وعاتبه عتابا كثيرا، ثم أمره بالرجوع إلى قلعة دمشق، ثم أرسل إليه بعد يومين الأمير فخر الدين بن شيخ الشيوخ من جهة السلطان، وكان يوم الجمعة، فصلي الجمعة بجامع القلعة، ثم خرج هو والملك الناصر إلى السلطان، ووقع الاتفاق والتحالف، وأقر عز الدين (٥) أيبك المعظمي علي صرخد (٦) والملك الصالح والملك العزيز ابنا الملك العادل، وابن أخيهما المغيث عي ما بأيديهم، وقرر للملك الناصر داود الكرك، والشوبك، وأعمالهما، والصلت، والبلقاء، والأغوار، ونابلس، وأعمال البيت المقدس، وبيت جبريل (٧)، ونزل الناصر عن الشوبك للكامل لتكون خزانة


(١) عماد الدين بن الشيخ: هو الشيخ عماد الدين عمر أحد أبناء صدر الدين علي بن حمويه شيخ الشيوخ، وكان أحد إخوة الملك الكامل من الرضاع لأن أمه وهي بنت الشيخ شرف الدين بن أبي عصرون الفقيه الكبير أرضعته، ولد يوم الاثنين ١٦ شعبان سنة ٥٨١ هـ بدمشق، ومات مقتولا في السادس والعشرين من جمادى الأولى سنة ٦٣٦ هـ، ودفن بجبل قاسيون.
انظر: الذيل على الروضتين، ص ١٦٨؛ شذرات الذهب، ج ٥، ص ١٨١.
(٢) فاطمة خاتون: هي فاطمة بنت الملك الكامل بن العادل محمد بن أبي بكر بن أيوب، ابن عم أبيها العزيز محمد ابن الظاهر غازي بن الناصر يوسف بن أيوب، أخذها أبوها في صحبته لما توجه إلى الشرق سنة ٦٢٩ هـ، واحتفل لها العزيز احتفالا كليا. انظر: شفاء القلوب، ص ٣٤٤.
(٣) وردت هذه الأحداث في مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٥٤ - ص ٢٥٥؛ نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ١٥٧؛ السلوك، ج ١ ق ١، ص ٢٣٣ - ص ٢٣٤.
(٤) الدهليز: خيمة الملك أو السلطان، أو الخيمة الكبيرة.
انظر: نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ١٥٤.
(٥) عز الدين أيبك المعظمي: صاحب صرخد، توفي في أوائل جمادى الأولى من سنة ٦٤٦ هـ في موضع اعتقاله بالقاهرة، ودفن خارج باب النصر في قرية شمس الدولة.
انظر ترجمته في: وفيات الأعيان، ج ٣، ص ٤٩٦؛ ذكره ابن كثير في البداية والنهاية ضمن وفيات سنة ٦٤٥ هـ، ج ١٣، ص ١٨٦.
(٦) صرخد: بلد ملاصق لبلاد حوران من أعمال دمشق، وهي قلعة حصينة وولاية حسنة واسعة.
انظر: معجم البلدان، ج ٣، ص ٣٨٠.
(٧) بيت جبريل: أو بيت جبرين، بليد بين بيت المقدس وغزة، بينه وبين المقدس مرحلتان كانت فيه قلعة حصينة، خربها صلاح الدين لما استنقذ القدس من الإفرنج.
انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٧٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>