للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بصاحبه، وكتب جلال الدين لأخي ركن الدين توقيعا بناحيتي كنفي (١) وخوزستين، ولما وصل إلى خرْت برت، وأقام في انتظار العساكر، مرض مرضا شديدا، فلما أفاق سار وجرَّد أمامه أوترخان في زهَاء ألفي فارس برسم اليزك، فصادم عسكر أرذنجان (٢) وخرت برت فهزمهم، وتتابعت الهزيمة في الروم، فلما بلغ علاء الدين كيقباذ هذا الخبر المزعج قلق قلقا شديدا، وعزم على العود لحفظ الدربندات (٣) التي وراءه، وآخر الأمر انكسر جلال الدين خوارزم شاه على ما سنبينه في السنة الآتية إن شاء الله تعالى (٤).

ومنها أن في شهر صفر ولى الملك الناصر داود محيي الدين (٥) يحيى بن الزكي قضاء القضاة بدمشق، وقرأ عهدته بهاء الدين (٦) بن أبي اليُسر بالكلاسة (٧) (٨).

وفيها ............. (٩)

وفيها لم يحج أحد من الشام ولا من مصر ولا من العراق، وذلك لفُشُوِّ الفتن والخباط بين الملوك (١٠).


(١) كَنَفَي: موضع كانت فيه وقعة أسر فيها حاجب بن زُرارة أسره الخمخام بن جبلة.
انظر: معجم البلدان، ج ٤، ص ٣١٢.
(٢) ارذنجان: بلدة طيبة مشهورة من بلاد أرمينية بين بلاد الروم وخلاط قريبة من أرزن الروم.
انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٢٠٥.
(٣) الدربندات: مفردها دربند ومعناها في الأصل سنبلة من حديد، يقفل بها باب الدكان، ويقال لها دروند أيضا، وتستعمل هذه الكلمة كذلك بمعنى المضايق والطرقات.
انظر: سيرة منكبرتي، ص ٣٦، حاشية (٧).
(٤) وردت هذه الأحداث في الكامل، ج ١٢، ص ٤٨٩ - ص ٤٩٠؛ سيرة منكبرتي، ص ٣٢٩ - ص ٣٣١؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٣٦.
(٥) محيي الدين يحيى بن الزكي: هو أبو الفضل يحيى ابن قاضي القضاة بهاء الدين أبي المعالي محمد بن علي بن محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي بن عبد العزيز بن علي بن الحسين بن محمد بن عبد الرحمن ابن القاسم بن الوليد، القرشي الأموي ابن الزكي، تولي قضاء دمشق غير مرة، وكذلك آباؤه من قبله، ولد سنة ٥٩٦ هـ، وتوفي بمصر في الرابع عشر من رجب سنة ٦٦٨ هـ، ودفن بالمقطم وقد جاوز السبعين.
انظر: الذيل على الروضتين، ص ١٥٤؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٢٧٢؛ شذرات الذهب، ج ٥، ص ٣٢٧ - ص ٣٢٨.
(٦) بهاء الدين بن أبي اليسر: توفي في خامس عشر المحرم سنة ٦٣١ هـ، ومولده سنة ٥٦٥ هـ.
انظر: الذيل على الروضتين، ص ١٦١.
(٧) الكلاسة: مدرسة بناها نور الدين محمود سنة ٥٥٥ هـ متصلة بالجامع الأموي من شماله، وسميت كذلك لأنها كانت موضع عمل الكلس أيام بناء الجامع، وقد أمر بتجديدها السلطان صلاح الدين الأيوبي.
انظر: كرد علي، خطط الشام، ج ٦، ص ٨٩.
(٨) ورد هذا الخبر في الذيل على الروضتين، ص ١٥٤، نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ١٥٣، البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٣٣.
(٩) بياض بالأصل بمقدار نصف سطر.
(١٠) ورد هذا الخبر في الذيل على الروضتين، ص ١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>